كتاب المنهل العذب المورود شرح سنن أبي داود (اسم الجزء: 8)
(والحديث) أخرجه أيضًا مسلم والبخاري والنسائي, والبيهقي وأخرجه مالك في الموطأ عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أن أبا هريرة قرأ لهم (إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ) فسجد فيها فلما انصرف أخبرهم أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم سجد فيها. وأخرجه البخاري بلفظ تقدم
(باب السجود في ص)
أي في بيان ثبوت سجود التلاوة في سورة ص
(ص) حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ نَا وُهَيْبٌ نَا أَيُّوبُ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ لَيْسَ {ص} مِنْ عَزَائِمِ السُّجُودِ وَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- يَسْجُدُ فِيهَا.
(ش) (وهيب) بن خالد و (أيوب) السختياني
(قوله ليس
(ص) من عزائم السجود أي ليس فعل سجدة
(ص) من عزائم السجود فالتذكير باعتبار الفعل أولأن السجدة بمعنى السجود
و(ص) بالسكون كما قرئ في السبع أو بالضم من غير تنوين على الشذوذ اسم ليس وهو ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث وقد تكتب ثلاثة أحرف كما قاله ابن حجر, والأول هو الأولى كما عليه الجمهور من القراء. والعزائم جمع عزيمة وهي في الأصل عقد القلب على إمضاء الشيء, وفي اصطلاح الفقهاء الحكم الثابت بالأصالة وتستعمل في الفرائض والسنن واستعمالها في الفرائض أكثر, وهي هنا مستعملة في السنن,
والمراد أن سجدة
(ص) ليست من السجدات المؤكدة. وبه استدل الشافعي على أن سجدتها ليست من سجدات التلاوة, وإنما هي سجدة شكر يسجدها خارج الصلاة, فإن سجدها فيها فسدت. وبهذا قال أحمد في المشهور عنه.
وروي مثله عن عطاء وعلقمة وقالوا في قول ابن عباس رأيت النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم سجد في
(ص) فقال سجدها يعني للشكر كما صرح به في رواية للنسائي عن ابن عباس قال إن النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم سجد في
(ص) فقال سجدها داود توبة ونحن نسجدها شكرًا, وقال أبو حنيفة وأصحابه ومالك وسفيان وابن المبارك وإسحاق والجمهور إنها سجدة تلاوة. لما رواه الطحاوي بسنده عن أبي سعيد أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم سجد في
(ص) وحدثنا علي بن شيبة بسنده عن مجاهد قال سئل ابن عباس عن السجدة في
(ص) فقال (أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ) وقد رأيت رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم يسجد فيها فيقول ابن عباس ليس من عزائم السجود هو رأي له وليس من قول النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم اهـ وأجابوا عن حديث
الصفحة 30
352