كتاب المنهل العذب المورود شرح سنن أبي داود (اسم الجزء: 8)

تصلونها على تلك الهيئة والصورة فإن نوافل الصلاة كانت شفعًا لا وتر فيها اهـ
(والحديث) أخرجه أيضًا النسائي عن عليّ بلفظ أوتر رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم ثم قال يأهل القرآن أوتروا فإن الله عَزَّ وَجَلَّ وتر يحب الوتر, وأخرجه أحمد والترمذي والحاكم والبيهقي

(ص) حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ نَا أَبُو حَفْصٍ الأَبَّارُ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ عَنْ عَبْدِ اللهِ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- بِمَعْنَاهُ زَادَ فَقَالَ أَعْرَابِيٌّ مَا تَقُولُ فَقَالَ "لَيْسَ لَكَ وَلاَ لأَصْحَابِكَ".
(ش) (رجال الحديث) (أبو حفص الأبار) عمر بن عبد الرحمن بن قيس الكوفي الحافظ نزيل بغداد. روى عن إسماعيل بن عبد الله الكندي والأعمش وإسماعيل بن مسلم المكي ومنصور بن المعتمر ويحيى بن سعيد الأنصاري. وعنه موسى بن إسماعيل ويحيى بن معين وعثمان ابن أبي شيبة. وثقه ابن معين وابن سعد والدارقطني وقال أبو حاتم وأبو زرعة صدوق وقال أحمد والنسائي لا بأس به. روى له أبو داود والنسائي وابن ماجه والبخاري في خلق أفعال العباد. والأبار بفتح الهمزة وتشديد الباء الموحدة منسوب إلى صنع الأبر التي يخاط بها
(وأبو عبيدة) أي زاد ابن مسعود في روايته فقال أعرابي لما حدث ابن مسعود بالحديث ما تقول, وفي رواية ابن ماجه فقال أعرابي ما يقول رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم, فقال ابن مسعود مجيبًا للأعرابي ليس هذا الحكم لك ولا لأصحابك بل هو لمن يحفظ القرآن, فيكون المراد بالوتر صلاة الليل كلها كما أطلقه عليه بعضهم, ويكون المراد بأهل القرآن الحفاظ له, ويؤيده ما في رواية محمَّد بن نصر من قول الأعرابي ما يقول رسول الله قال ليس من أهله. أي من أهل القرآن, فابن مسعود يرى أن الوتر إنما يسن لأصحاب القرآن الذين يتلونه آناء الليل وهم يسجدون, والجمهور يرون أن من آمن بالقرآن فهو من أهله وإن لم يكن قارئًا
(والحديث) أخرجه أيضًا ابن ماجه والبيهقي ومحمَّد بن نصر عن ابن مسعود عن النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم قال إن الله وتر يحب الوتر فأوتروا يأهل القرآن فقال أعرابي ما يقول رسول الله فقال ليس لك ولا لأصحابك, وفي إسناده أبو عبيدة وفيه مقال. وقال ابن حبان لم يسمع من أبيه شيئًا اهـ فيكون منقطعًا

الصفحة 42