كتاب المنهل العذب المورود شرح سنن أبي داود (اسم الجزء: 8)

يُوتِرُ بِـ (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى) وَ (قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا) وَاللَّهُ الْوَاحِدُ الصَّمَدُ.
(رجال الحديث) (أبو حفص الأبار) عمر بن عبد الرحمن تقدم بصفحة 42.
و(محمَّد بن أنس) القرشي أبو أنس العدوي مولى عمر بن الخطاب الكوفي. روي عن سهيل بن أبي صالح وحصين بن عبد الرحمن وعاصم بن كليب والأعمش وغيرهم. وعنه إبراهيم بن موسي الرازي وعلي بن بحر. وثقه أبو زرعة وابن حبان وقال يغرب وقال أبو حاتم صحيح الحديث. روي له أبو داود و (طلحة) بن مصرف الكوفي تقدم بالثاني صفحة 63.و (زبيد) مصغر ابن الحارث ابن عبد الكريم بن عمرو بن كعب اليامي أبو عبد الرحمن الكوفي. روي عن سعد بن عبيدة وسعيد بن عبد الرحمن بن أبزي وإبراهيم النخعي ومجاهد وجماعة. وعنه جرير بن حازم وشعبة والثوري وشريك والأعمش وغيرهم. وثقه ابن معين وأبو حاتم والنسائي وابن سعد والعجلي وقال ثبت في الحديث وقال يعقوب بن سفيان ثقة كان يميل إلى التشيع وقال عمرو بن مرة كان صدوقًا. قيل مات سنة ثنتين وعشرين ومائة. روى له الجماعة.
(معنى الحديث)
(قوله يوتر بسبح اسم ربك الأعلي الخ) يعني يصلي الوتر ويقرأ في الركعة الأولي بعد الفاتحة بسورة سبح اسم ربك وفي الثانية بـ (قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ) وفي الثالثة بـ (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) وفي أكثر النسخ بسبح اسم ربك الأعلى و (قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا)، والمراد (قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ)، ففي مسند أبي حنيفة بعد تخريج هذا الحديث مرسلًا وفي الثانية (قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا) يعني قل (قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ) هكذا في قراءة ابن مسعود اهـ.
والمراد بقوله والله الواحد الصمد (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ). وكان صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم يصلي الثلاث ركعات بسلام واحد فقد أخرج الحديث النسائي عن طريق قتادة عن عروة عن سعيد بن عبد الرحمن وفيه ولا يسلم إلا في آخرهن.
(والحديث) أخرجه أيضًا ابن ماجه والنسائي وأحمد ومحمد بن نصر والبيهقي، ورواه أحمد وابن ماجه والترمذي والنسائي عن ابن عباس، وأخرجه الطبراني عن ابن عمر وعمران بن حصين وابن مسعود.

(ص) حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي شُعَيْبٍ نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ نَا خُصَيْفٌ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ جُرَيْجٍ قَالَ سَأَلْتُ عَائِشَةَ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ بِأَيِّ شَيْءٍ كَانَ يُوتِرُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- فَذَكَرَ مَعْنَاهُ قَالَ وَفِي الثَّالِثَةِ بِ (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) وَالْمُعَوِّذَتَيْنِ.
(ش) (رجال الحديث) (خصيف) بن عبد الرحمن الجزلي تقدم بالثالث صفحة 50

الصفحة 52