كتاب المنهل العذب المورود شرح سنن أبي داود (اسم الجزء: 8)

(معنى الحديث)
(قوله في آخر وتره) أي بعد السلام منه كما في رواية، قال ميرك وفي إحدى روايات النسائي كان يقول إذا فرغ من صلاته وتبوأ مضجعه اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك الحديث اهـ من المرقاة
(قوله أعوذ برضاك من سخطك الخ) أي أتحصن بفعل ما يوجب رضاك مما يوجب سخطك وبفعل ما يوجب عفوك مما يوجب عذابك
(قوله وأعوذ بك منك) أي أتحصن بذاتك من عذابك وفيه إشارة إلى قوله تعالى (فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ) وقوله (وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ) أي عقوبته
(قوله لا أحصي ثناء عليك) أي لا أستطيع أن أحصي نعمك التي تستحق بها الثناء عليك قال تعالى (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا)
(قوله أنت كما أثنيت على نفسك) أي أنت ثابت على الأوصاف الجليلة والكمالات التي أثنيت بها على ذاتك. فضمير المخاطب مبتدأ خبره محذوف. والكاف بمعى على وما موصوفة. وفي هذا اعتراف منه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم بالعجز عن تفصيل الثناء ورده إلى الله تعالى المحيط علمه بكل شيء جملة وتفصيلًا
(قوله أنه قال لم يروعنه الخ) أي لم يرو عن هشام بن عمرو غير حماد بن سلمة. وهذا يقتضي أن هشامًا غير معروف. وقد علمت أنه وثقه غير واحد فارتفعت جهالته. وفي هذا الحديث دلالة على مشروعية القنوت في الوتر بهذا الدعاء. وفي القنوت أدعية أخرى يأتي ذكر بعضها
(والحديث) أخرجه أيضًا النسائي وابن ماجه والترمذي ومحمد بن نصر والبيهقي والحاكم والدارمي وابن خزيمة وابن الجارود وابن حبان

(ص) قَالَ أَبُو دَاوُدَ رَوَى عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى عَنْ أَبِيهِ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- قَنَتَ -يَعْنِي فِي الْوِتْرِ- قَبْلَ الرُّكُوعِ.
(ش) أشار بهذا التعليق والتعاليق التي بعده إلى بيان محل القنوت
(قوله يعني في الوتر قبل الركوع) هذه العناية من أحد الرواة: ويحتمل أن تكون من المصنف. وهذا التعليق وصله محمَّد بن نصر قال حدثنا إسحاق أخبرنا عيسى بن يونس ثنا سعيد. ثم قال ومرة قال إسحاق ثنا فذكر السند إلى قوله عن سعيد بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي بن كعب فذكر الحديث سواء ثم قال ويقنت قبل الركوع، ووصله الدارقطني من طريق عيسى بن يونس إلى آخر السند بذكر القنوت، قال فيه أبيّ وكان يقنت قبل الركوع وكان يقول إذا سلم سبحان ربي القدوس مرتين يسرهما وفي الثالثة يجهر بها ويمد بها صوته

الصفحة 60