كتاب المنهل العذب المورود شرح سنن أبي داود (اسم الجزء: 8)

عندنا وقال أيضًا ثنا يزيد بن هارون ثنا هشام الدستوائي عن حماد هو ابن أبي سليمان عن إبراهيم عن علقمة أن ابن مسعود وأصحاب النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم كانوا يقتنون في الوتر قبل الركوع، وهذا سند صحيح علي شرط مسلم، وفي الإشراف لابن منذر روينا عن عمر وعلي وابن مسعود وأبي موسي الأشعري وأنس والبراء بن عازب وابن عباس وعمر بن عبد العزيز وعبيدة وحميد الطويل وابن أبي ليلي أنهم رأوا القنوت قبل الركوع وبه قال إسحاق اهـ
وروى محمَّد بن نصر عن الأسود قال صحبت عمر رضي الله عنه ستة أشهر فكان يقنت في الوتر وكان عبد الله يقنت في الوتر السنة كلها. وعن علي رضي الله عنه أنه كان يقنت في رمضان كله وفي غير رمضان في الوتر، وروى عن الأسود أن عمر بن الخطاب قنت في الوتر قبل الركوع وعن ابن مسعود أنه قنت في الوتر بعد القراءة قبل الركوع، وقال في "باب ما يدعى به في قنوت الوتر" وعن عطاء أنه سمع عبيد بن عمر يؤثر عن عمر بن الخطاب في القنوت اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات وألف بين قلوبهم وأصلح ذات بينهم وانصرهم علي عدوك وعدوهم، اللهم العن كفرة أهل الكتاب الذين يكذبون رسلك ويقاتلون أولياءك. اللهم خالف بين كلمهم وزلزل أقدامهم وأنزل بهم بأسك الذي لا ترده عن القوم المجرمين بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ واللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك ولا نكفرك ونخلع ونترك من يكفرك بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد ولك نسعي ونحفد، نرجو رحمتك ونخاف عذابك الجد إن عذابك بالكفار ملحق، وفي لفظ كان يقول في القنوت فذكر مثله غير أنه قال ونثني عليك الخير وقال نترك ومن يفجرك إلى قوله ملحق وزاد هنا يقول هذا في الوتر قبل الركوع، ونحفد من باب ضرب أي نسرع في العمل والخدمة وملحق روي بكسر الحاء أي إن عذابك يلحق من نزل به من الكفار وقيل بمعنى لاحق وروي بفتحها أي يلحق بهم ويصابون به وفي القاموس الفتح أحسن أو هو الصواب.

(ص) قَالَ أَبُو دَاوُدَ وَيُرْوَى أَنَّ أُبَيًّا كَانَ يَقْنُتُ فِي النِّصْفِ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ.
(ش) أي يقنت في النصف الأخير من شهر رمضان، وذكره بصيغة التمريض لأن في سنده مجهولًا كما ذكره مسندًا بقوله.

(ص) حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلٍ نَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ أَنَا هِشَامٌ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ أَنَّ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ أَمَّهُمْ -يَعْنِي فِي رَمَضَانَ- وَكَانَ يَقْنُتُ فِي النِّصْفِ الآخِرِ مِنْ رَمَضَانَ.
(ش) (هشام) بن حسان تقدم بالأول صفحة 243 و (محمَّد) بن سيرين (وفي هذا الأثر)

الصفحة 65