كتاب المنهل العذب المورود شرح سنن أبي داود (اسم الجزء: 8)

هذا دلالة على مشروعية القنوت في هاتين الصلاتين ويأتي تمام الكلام عليه إن شاء الله تعالى (والحديث) أخرجه أيضًا أحمد ومسلم والترمذي والنسائي والطحاوي والبيهقي.

(ص) حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ نَا الْوَلِيدُ نَا الأَوْزَاعِيُّ حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَنَتَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- في صَلاَةِ الْعَتَمَةِ شَهْرًا يَقُولُ في قُنُوتِهِ "اللهُمَّ نَجِّ الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ اللهُمَّ نَجِّ سَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ اللهُمَّ نَجِّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اللهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ عَلَى مُضَرَ اللهُمَّ اجْعَلْهَا عَلَيْهِمْ سِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ". قَالَ أَبُوهُرَيْرَةَ وَأَصْبَحَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- ذَاتَ يَوْمٍ فَلَمْ يَدْعُ لَهُمْ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ "وَمَا تَرَاهُمْ قَدْ قَدِمُوا".
(ش) (الوليد) بن مسلم تقدم بالثاني صفحة 51 وما قيل إن الصواب أو الوليد كما في رواية ابن داسة وابن الأعرابي خطأ فقد أخرج البيهقي الحديث في السنن الكبرى من طريق ابن داسة قال أخبرنا أبو على الروذباري أنبأ محمَّد بن بكر ثنا أبو داود ثنا عبد الرحمن بن إبراهيم ثنا الوليد وابن مسلم ثنا الأوزاعي فذكره بإسناده قال قنت رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم في صلاة العتمة شهرًا الحديث فقد صرح بأنه الوليد بن مسلم، وكذا في سند الطحاوي
و(الأوزاعي) عبد الرحمن بن عمرو تقدّم بالثاني صفحة 290
(قوله في صلاة العتمة) يعني صلاة العشاء الآخرة. وفي رواية مسلم من طريق الوليد بسنده إلى أبي هريرة أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم قنت في صلاته شهرًا ولم يقيدها بالعشاء لكن المطلق يحمل على المقيد حيث إن الراوي واحد
(قوله يقول في قنوته الخ) بيان لما قنت به. وفي رواية للبخاري عن أبي هريرة أيضًا أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم كان إذا أراد أن يدعو على أحد أو يدعو لأحد قنت بعد الركوع فربما قال إذا قال سمع الله لمن حمده اللهم ربنا لك الحمد اللهم نجّ الوليد الخ
(قوله اللهم نج الوليد) وفي نسخة أنج الوليد بقطع الهمزة وهي رواية مسلم أي خلصه يقال نجا من الهلاك ينجو نجاة خلص ونجاه وأنجاه الله خلصه.
و(الوليد) أخو خالد بن الوليد ابن المغيرة كان ممن شهد بدرًا مع المشركين وأسر وفدى نفسه بأربعة آلاف درهم ثم أسلم فقيل له هلا أسلمت قبل الفداء قال كرهت أن تظنوا بي أنى جزعت من الأسر فحبسه المشركون بمكة ثم تواعد هو وسلمه بن هشام وكان معهم عياش بن أبي ربيعة كما في رواية البخاري وهربوا من

الصفحة 80