كتاب مطمح الأنفس ومسرح التأنس في ملح أهل الأندلس

بمقدمها سناك وسَروَك، فلم ألفظها عن شِبَع، ولا جهلت ارتفاعها عمّا يجتلي من نوعها ويُستَمَع، ولكن لَمَ أنِسته من أُنسِكَ بانتجاعِها، وحرصك على ارتجاعها، دفعت في صدر الوَلوع، وتركت بينها وبين مجاثمها تلك الربوع، حيث الأدبُ غضٌ، وماءُ البلاغةِ، مرفضّ، فأسعد أعزّك الله بكرَّتِها وسَلها عن أفانين مَعَرَّتِهَا بما تَقطِفه من ثمارك، وتغرفه من بحارك، وترتاح له ولإخوانه من نتائج أفكارك وأنها لِشنشِنَة أعرفها فيكم من أخزم وموهبة حزتموها وأحرزتم السَّبقَ فيها منذ كم، إن شاء الله تعالى.

الوزير أبو القاسم بن عبد الغفور
فتى زكا فِرعاً وأصلاً، وأحكم البلاغة معنى وفَضلاً، وجرَّد من ذِهِنهِ على الأعراضِ نَصلاً، قدّها به وفراها، وقدح زَندَ المعال

الصفحة 219