كتاب منهج دراسة الأديان بين الشيخ رحمت الله الهندي والقس فندر
3 - كتب في ثلاث لغات عبرية ويونانية وآرامية.
4 - إحصاء القراءات في التراجم القديمة كلها، ولو قد ثبت أن كثيرا منها غلطات وقعت من المترجمين، ولم ينتج عنها اختلال جوهري.
5 - أحصيت القراءات بعناية عظيمة وتدقيق كلي.
6 - لم يصلحه ولا راجعه أحد قبل النشر.
ثم يعقب: " لو فرضنا أن فريقا من اليهود أو النصارى غلت مراجل الحقد والتعصب في قلوبهم ضد الإسلام فتواطأوا معا، واجتمعت كلمتهم أن يحذفوا من التوراة والإنجيل كل ما يتعلق بمحمد - صلى الله عليه وسلم -، وقد فعلوا، فماذا يكون رأيك في بقية المسيحيين واليهود المتفرقين في كل أنحاء المعمورة؟ ! فإنهم بدون شك يرفضون أعمال تلك الجمعية الشيطانية، ويرفضون الكتاب المزور خوفا من أن يشتركوا في جريمتهم العظيمة، ومالنا ولهذا الفرض، ففي وقائع التاريخ ما يغنينا عنه" (¬1).
ثم يقول: " لو أن ملكا أو صاحب سلطة سياسية قام بعد وفاة موسى بقليل، وجمع كل نسخ التوراة أو إصحاحات منها وأحرقها، واستنتج توراة جديدة من محفوظات بعض اليهود، ومن السطور المكتوبة على العظام وشق الأخشاب، ونشرها بأمر سلطاني، وألزم رعاياه في كل مكان بالاعتماد على هذه النسخة الجديدة، لما كانت تبلغ قراءاتها المختلفة إلى المقدار الذي بلغت إليه بدون هذا الفرض، إلا أننا كنا نقع في ورطة، أدهى وأمر بكثير من اختلاف القراءات، هي ضياع الثقة من التوراة بالمرة؛ لأنه لا يبقى دليل على أن النسخة الجديدة طبق الأصل، وتكثر الظنون في البواعث التي حركت ذلك الملك أن يفعل تلك الفعلة المنكرة، وكذلك تكون النتيجة لو دفع مثل هذا الفرض لأسفار العهد الجديد في ختام القرن الأول للمسيح لأنه كان يتعذر علينا اليوم الإتيان بدليل شاف أن النسخة الجديدة موافقة للأسفار التي أحرقت وتلاشت من الوجود، وتبقى في الأذهان مرتبكة ومرتابة في صحتها إلى يوم يبعثون! ولكن لله الحمد، فإن مثل هذا لم يقع في كتابنا إلا في أسفار العهد القديم ولا في أسفار العهد الجديد، والحمد لله الذي لم يسمح أن يكون بيننا عثمان ولا بين اليهود الحجاج " (¬2).
وختاما ذكر أن قوما من المسلمين يزعمون أن الإنجيل محرف لقول بعض النصارى إن الآيات الآتية غير موجودة في النسخ القديمة وهي:
بشارة مرقص [16: 9 - 20]، بشارة يوحنا [5: 3، 4]-[7: 53]-[8: 11] ورسالة يوحنا الأولى [5: 7]، ولو أن هذه الآيات لم تكن موجودة في المتن في النسخ الأكثر أقدمية إلا أنها موجودة في الهامش، فظنها الناسخ من الأصل فأدمجها فيه بسلامة نية، وسواء أصاب في ظنه أو أخطأ، فإن وجود هذه الآيات وعدمها لا يؤثران في جوهر الكتاب ولا في عقيدة من عقائد الكنيسة؛ لأن الحقائق الأساسية التي تضمنها مستوفاة بأكثر تفصيل في مواضع أخرى من كتابهم (¬3).
¬_________
(¬1) المرجع السابق، ص 139.
(¬2) المرجع السابق، ص 140، 141.
(¬3) المرجع السابق، ص 153.
الصفحة 129
340