كتاب منهج دراسة الأديان بين الشيخ رحمت الله الهندي والقس فندر
قوله: " وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون " [الإسراء: 59] ويقول انظر تفسيري البيضاوي وابن عباس (¬1).
3 - [تث 32: 21]: " هم أغاروني بما ليس إلها أغاظوني بأباطيلهم فأنا أغيرهم بما ليس شعبا بأمة غبية أغيظهم " قالوا إن الأمة الغبية المشار إليها هنا هي أمة العرب التي أرسل منها محمد - صلى الله عليه وسلم - حيث لا يمكن أن تكون أمة اليونان التي أرسل إليها بولس وبقية رسل المسيح؛ لأن أمة اليونان لم تكن غبية بل كانت أهل حكمة وعلم، وردا على ذلك يقول فندر: إن الله سيغير الأمة اليهودية بأن يدعو لعبادته الأمم الأجنبية يونان وعرب ومصريين وغيرهم، كما لا تشير الآية إلى نبي ولا إلى رسول (¬2).
4 - [تث 32: 2]: " جاء الرب من سيناء وأشرق لهم من سعير وتلألأ من جبل فاران " ... فتشير سيناء إلى شريعة موسى، وكذلك تشير سعير إلى شريعة عيسى، وفاران تشير إلى محمد - صلى الله عليه وسلم -، وردا على ذلك يقول فندر: إن القرينة لا تدل على الشريعة كما أن الخريطة الجغرافية تشير أن الجبال الثلاثة في سيناء (¬3).
ثم أكمل فندر باقي ردوده على الجانب الإسلامي.
- كذلك في العهد الجديد: " وكان يكرز قائلا يأتي بعدي من هو أقوى مني الذي لست أهلا أن أنحني وأحل سيور حذائه " [مر 1: 7]؛ حيث أنبأ عيسى بمجيء نبي أفضل منه بكثير وهو محمد - صلى الله عليه وسلم -. ورد فندر على ذلك بقوله: عدد 6 قبله يطرح اسم القائل لها ألا وهو يوحنا المعمدان لا يسوع؛ حيث بدأ بخدمته كرسول بعد طرح يوحنا في السجن (¬4).
الفصل الثالث: هل يمكن أن تكون فصاحة القرآن معجزة تدل على أنه موحى به من الله (¬5).
قضية القرآن:
يرد على موضوع فصاحة القرآن وبلاغته وأنه معجز بأنه قد ألفت كتب في العالم لقوم لا يعرفون القراءة والكتابة وجاءت لا مثيل لها، واشتهرت قبل كتاب ريج فيدا حيث وضعه بين 1500 و 1000 قبل الميلاد.
يقول: علم المطلعون من المسلمين بالروايات المنسوبة إلى البخاري ومسلم التي تنفي عن محمد - صلى الله عليه وسلم - وصمة الجهل بالقراءة والكتابة من ذلك ما ينسبونه إليه في معاهدة الحديبية من أنه أخذ القلم وضرب على توقيع علي بن أبي طالب بالنيابة عنه تحت إمضاء رسول الله، وكتب ابن عبد الله ... وبما أن هذه الروايات موضوع نزاع بين أهل السنة والشيعة فلا نجزم بصحتها غير أننا نقول أن مجرد وجودها مسندة إلى أئمة الحديث أمر يستحق الاعتبار وخصوصا أن لا شيء فيها بعيد الوقوع.
¬_________
(¬1) المرجع السابق، ص 308.
(¬2) المرجع السابق، ص 308.
(¬3) المرجع السابق، ص 308
(¬4) المرجع السابق، ص 331.
(¬5) المرجع السابق، ص 344.
الصفحة 135
340