كتاب منهج دراسة الأديان بين الشيخ رحمت الله الهندي والقس فندر
لكنه اعتنق الدين المسيحي فيما بعد في بلاد سورية، وبعدها سافر لبلاد العرب، ثم أسلم، وصاحب محمدا - صلى الله عليه وسلم -، وهو الذي أشار عليه عند هجومه إلى الطائف بإقامة المتاريس؛ لهدم مبانيها، وكذا أشار عليه حفر الخنادق حول المدينة؛ لحمايتها من هجمات قريش وحلفائهم في السنة الخامسة للهجرة.
فهذا يعني اقتباسه من دين اليهود والنصارى، وهو ما يؤيد القول بعدم إثبات إعجاز القرآن، ولا هو دليل على وحيه.
ثم قسم فندر آيات القرآن التي تثبت حقائق حدثت وتمت بالفعل كنبؤات إلى ثلاثة: الأول: ما يشير إلى انتصارات محمد - صلى الله عليه وسلم -، والثاني: ما يشير إلى القرآن نفسه، والثالث: ما يشير إلى نبوة واحدة وهي نبوة الروم.
أما الأول فلا دليل علي أنها كتبت قبل المعركة، وإن حدث فليس بمستغرب على كل قائد يعد قومه بالنصر، بل هي خطة القواد العظام كجنكيز خان وتيمور لنك (¬1)،
وضرب مثالا
¬_________
(¬1) جنكيز خان (1162 - 1227 م). فاتح مغولي كون أكبر إمبراطوريّة في التاريخ. حكم مساحة تمتد عبر أواسط آسيا من بحر قزوين إلى بحر اليابان. كان جنكيز خان عبقرية سياسية وعسكرية، إذ وحَّد المغول وقبائل بدوية أخرى في قوة محاربة منضبطة وفعالة. امتاز جنكيز خان بقدرات تنظيمية عالية. وكان مفرط الكرم لأتباعه. وعلى الرغم من أنه لم يكن مهتمَّا بالأمور الثقافية، إلا أنه شجع شعبه على تعلم القراءة والكتابة. كما أسس أول نظام قانوني للمغول، سُمي ياسا أو ياساك. هيأت حالة الانضباط التي أوجدها في جميع إمبراطوريته الواسعة نموَّا في التجارة بين الصين وأوروبا. توليه السلطة. اسم جنكيز خان الأصلي توموجين، وكان يعني عامل الحديد. وكان أبوه رئيس قبيلة مغولية صغيرة. وورث توموجين ذلك المنصب في عمر يقارب 13 سنة، عندما قتل أتباع قبيلة معادية والده بالسم. وتقول ملحمة مغولية كُتبت خلال منتصف القرن الثالث عشر، ـ وردت في التاريخ السري للمغول ـ إن أفراد القبيلة تركوا الرئيس الجديد. وعاش توموجين وعائلته حياة قاسية ومعزولة بعض الوقت. إذ كانوا لايملكون إلا قليلاً من الأغنام أو الماشية.
ولم تستمر هذه الحال طويلاً، إذ بدأ توموجين يجذب إليه أتباعاً من الحلفاء ويكون جيشاً. واستخدم تدريباً قاسياً وانضباطاً صارماً لإخراج قوة مقاتلة فوق العادة. وتأكد من أن جيشه مجهز تجهيزاً جيداً ولديه المقدرة على استيعاب أساليب وأسلحة جديدة. وعين توموجين ضباطاً على أساس كفاءتهم بدلاً من انتمائهم العائلي. وبهذه الطريقة كان لديه ضباط مخلصون له فقط. استخدم توموجين جيشه لبسط نفوذه على القبائل المجاورة. وبنهاية عام 1206 م، أصبح حاكماً للمغول. وفي تلك السنة، لقَّبه رؤساء القبائل جنكيز خان، وهو لقب قد يعني إما الحاكم الكلي أو الأمير الذي لايُقهر. إمبراطورية جنكيز خان. بدأ جنكيز خان إمبراطوريته من كاراكوم عام 1206 م، وفي عام 1207 م وحد قبيلة القيرغيز وقبائل أخرى مع المغول، تظهر على الخريطة بلون أصفر فاتح. ومن ثم فتح إمبراطوريات جن، زي زيا، كارا كيتاي وخوارزم. واستولت جيوشه على كبتشاكس وهزم الروس عام 1223 م عند نهر كلكا. يعكس اللون الأصفر الغامق في الخريطة إمبراطورية جنكيز خان حتى تاريخ وفاته عام 1227 م. استعد جنكيز خان للاستيلاء على الصين، ، بعد أن أصبح حاكم المغول. ولكنه بدأ بقتال مملكة تقع غربي الصين تُسمى زي زيا. ثم غزا شمال شرقي الصين. وفي عام 1215 م استولى على بكين، عاصمة إمبراطورية جن (تشن). في 1218 م، أوقف جنكيز خان هجومه على الصين واكتسح أواسط آسيا. وسحق مملكة خوارزم التي هي الآن أوزبكستان وتركمانستان. في عام 1220 م، دمر مدينتي بخارى وسمرقند الآن في أوزبكستان ونيسابور في إيران. هاجم جيشان صغيران السهول شمالي بحر قزوين. وبنهاية عام 1223 م، استوليا على كبتشاكس، وهزما الروس على نهر كلكا. من عام 1225 م إلى وفاته في 1227 م، وجنكيز خان يهاجم زي زيا. بعد وفاته واصل حفيده قبلاي خان الفتوح، وأكمل احتلاله للصين. وخلال القرن الثالث عشر الميلادي أسس القائد المغولي تيمورلنك عاصمة أكبر إمبراطورية آسيوية، وهي مدينة سمرقند والتي تعد ثانية كبرى مدن أوزبكستان الآن وكان هذا في أواخر القرن الرابع عشر الميلادي. الموسوعة العربية العالمية السعودية، مرجع سابق.
الصفحة 137
340