كتاب منهج دراسة الأديان بين الشيخ رحمت الله الهندي والقس فندر

التضييق على المناشط الإسلامية المتواجدة في ذلك الموقع، أو محاربة الجمعيات الإسلامية التي تنطلق من ذلك المكان إلى أماكن أخرى (¬1).
يعتبر الإعلام بوسائله المتعددة - من مقروءة ومسموعة ومرئية - الوسيلة الهامة في نظر المنصرين - إذ يتمكنون من خلاله من بث الأفكار والمعتقدات الباطلة والترويج لها والدعوة إليها (¬2).
فالتنصير في حقيقته - إنما يعتمد على الإكراه أكثر مما يعتمد على حرية الاعتقاد وذلك عندما يعمل المنصرون في ركاب الغزاة الغربيين لبلاد الإسلام مستظلين بحمايات قوات الاحتلال وشركات الاستغلال .. فيصنع الغزو الكوارث التي تخل بتوازنات الضحايا، ليأتي المنصرون فيقدمون المساعدات باسم " يسوع " وليحولوا ضحايا الغزو عن دينهم ودين آبائهم، لقاء كسرة خبز أو جرعة دواء! (¬3).
ويشجعون نشر الفلسفات المادية والإلحادية في بلاد الإسلام باعتبارها عقبات في سبيل سيادة الإسلام في المجتمعات الإسلامية (¬4).
في يونية سنة 1976 - ، عقد في جنيف بسويسرا مؤتمر بين المسلمين والنصارى دعا إليه مجلس الكنائس العالمي حول موضوع: " نظرة الأديان السماوية إلى الإنسان وإلى تطلعه نحو السلام ". وفي ذلك المؤتمر أبدى مجلس الكنائس العالمي أسفه الشديد؛ لأن الواقع أثبت أن إرساليات التبشير النصرانية في ديار المسلمين قد تسببت في إفساد الروابط بين المسلمين والنصارى، كما اعترف بأن تلك الإرساليات كان طابع نشاطاتها في خدمة الدول الأوروبية المستعمرة، وأنها كانت تستخدم التعليم وسيلة لإفساد عقائد المسلمين. وقد تعهد الجانب النصراني في هذا المؤتمر بإيقاف جميع الخدمات التعليمية والصحية التي تستخدم لتنصير المسلمين (¬5).
في مؤتمر كولرادو الذي انعقد بأمريكا عام 1978 م لتنصير المسلمين، تحدثوا عن ضرورة اختراق الإسلام، لتنصير المسلمين من خلال الثقافة الإسلامية، وبالاعتماد المتبادل مع الكنائس الوطنية في الشرق الإسلامي، والعمالة الفنية المدنية الأجنبية في بلادنا الإسلامية (¬6).
ليس هذا فحسب بل إن د. سعد إبراهيم - الذي يحتمي بالجنسية الأمريكية .. والذي يدرس في الجامعة الأمريكية التي تأسست في الأصل مدرسة لتنصير المسلمين، وتحويل الأرثوذكس
¬_________
(¬1) المرجع السابق، ص 34.
(¬2) المرجع السابق، ص 67.
(¬3) د. محمد عمارة، الفارق بين الدعوة والتنصير، (القاهرة: مكتبة الإمام البخاري للنشر والتوزيع، ط 1، 2007 م). ص 3 (بتصرف يسير).
(¬4) المرجع السابق، ص 4 (بتصرف يسير).
(¬5) دار الإفتاء السعودي، مناظرة بين الإسلام والنصرانية، (القاهرة: دار الحرمين للطباعة، ط 2، 1992 م)، ص 10، ص 11.
(¬6) د. محمد عمارة، في المسألة القبطية حقوق وأوهام، (القاهرة: مكتبة الشروق، ط 1، 2001 م)، ص 39.

الصفحة 58