كتاب منهج دراسة الأديان بين الشيخ رحمت الله الهندي والقس فندر

مهما كانت المتاعب والآلام ضمن قوة الرجل للتحمل، لكني عانيت منها في أقصى شدتها. وكجزء من الخداع لا ينفك أحدهم عنها، ولم أعثر فيها على السلام المنشود.
بينما كنت أعمل في كل هذا، اختارني الدكتور وزير خان والمولوي محمد مظهر وشيوخ آخرون للدعوة إلى القرآن والحديث ضد فندر في المسجد في أكبر آباد. واصلت الدعوة لمدة ثلاث سنوات، محاضرا في القرآن والحديث، وغير ذلك ولكن آية واحدة من القرآن الكريم ظلت تؤرقني وهي:
" وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا، ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا " [مريم: 71 - 72]
حيث يجب على كل شخص أن يعبر الجحيم. ويقع على عاتق الله أنه بعد خلق أسباب دخول الجحيم له وللجميع في حدث واحد يغفرفيه لمن يشاء بعد ذلك. هذه الآية تحير علماء المسلمين بشدة. وهي تفسر بطرق مختلفة. وعلاوة على ذلك، ليس هناك آية قرآنية تروي شغف قلوب المسلمين بنوع من الأمل نحو الشفاعة. كلما فكرت في هذا الأمر، كنت في حيرة. البعض يقول أن محمدا - صلى الله عليه وسلم - سيشفع. ولكن المسلمين ليس لديهم دليل حقيقي لهذا المطلب الأساسي؛ حيث لا يوجد في القرآن ما هو منصوص أن محمدا - صلى الله عليه وسلم - سيكون شفيعا لهم. صحيح أن جلال مسعود الدين السيوطي قد كتب أطروحته حول هذا الموضوع، والذي يقدم دليلا على دعواه من الأحاديث؛ حيث شعرت بالراحة الجزئية من كلامه. لكن تبينت بعد ذلك أن تلك الأحاديث ضعيفة، ولايمكن الاعتماد عليها.
يقول البعض أن محمدا - صلى الله عليه وسلم - لن يكون قادرا على ذلك؛ ولذا يتم تقديم براهين مقنعة من القرآن. ولكن المسلمين السنة لا يقبلون تلك البراهين. الوهابيون صححوها، لكن مجموعات أخرى من المسلمين لديهم مجموعة متنوعة من التفسيرات حول موضوع الشفاعة، والتي تترك الشخص -الذي على دراية بها- في حالة من الارتباك حول هذا الموضوع.
وفي أثناء انغماسي في تلك المخاوف، شعرت بارتياح نفسي من خلال العبادة المفرطة، وفي الخلوة بكيت وصليت من أجل المغفرة. إنني كثيرا ما كنت أزور قبر شاه أبو علاء، وصرف نصف الليل هناك في عزلة. وبحرارة قدمت التماسات على ضريح بو علي قلاندر، من نظام الدين الأولياء، وقبور العديد من الرجال العظماء الآخرين. وفقا للمعتقدات الصوفية؛ سعيت باستمرار للاتصال مع الله من خلال مساعدة من تجول من المتسولين الصوفية والمجانين. في هذا الوقت، نشأت في قلبي فكرة التخلي عن العالم. لذلك تركت كل شيء، وذهبت إلى الغابة مرتديا ملابس الزعفران الملونة، وتحولت وحيدا - كفقير - دون أي أمتعة من مدينة إلى مدينة، ومن قرية إلى قرية، لمسافة 2000 kos، على الرغم من أن تعاليم الإسلام لم تخلق صدقا حقيقيا داخل الإنسان، وعلى الرغم من حالة جسدي، لكن لازلت أسعى إلى الله. في تلك الأثناء دخلت مدينة كارولي، هناك تلة في مهب الريح تسمى "شوليدار"؛ حيث جلست لإكمال طقوس حزب البحر. في ذلك الوقت، كان هناك كتاب قد أعطانيه مرشدي الروحي للتعاليم الصوفية يحوي إرشادات حول استخدام تعاليم الصوفية. فضلت هذا الكتاب على أي شيء آخر، لدرجة أنه كنت أنام أثناء الليل في أسفاري، والكتاب مطبق بين يدي، وكلما شعرت بسوء، وضعته على صدري لتهدئة قلبي. هذا الكتاب لم أكن أظهره لأحد، حيث

الصفحة 67