كتاب منهج دراسة الأديان بين الشيخ رحمت الله الهندي والقس فندر

الرجل العادي - بحيث تعده للمشاركة في موكب التاريخ، فعلمه نوعا من الزهد الزائف، وجعله يقنع، بجهله ورقه الروحي، قناعة تامة (¬1).
3 - الاستعماروإخماد الثورة الهندية والحاجة المادية وحب الظهور عوامل ساعدت على ذلك.
4 - كلاهما لم يتنصر إلا بعد المناظرة بعشر سنوات على الأقل، بل كانوا دعاة للإسلام بعد المناظرة كما تأثر عماد الدين بتنصر صفدر علي.
5 - تفسيره للآية الكريمة لم يكن صحيحا ولم يلجأ إلى المعتمدين في التفسير من المسلمين.
يقول الله جل ذكره في الرهبنة المسيحية - قوله: ورهبانية ابتدعوها) أي: ابتدعتها أمة النصارى (ما كتبناها عليهم) أي: ما شرعناها لهم، وإنما هم التزموها من تلقاء أنفسهم.
وقوله: إلا ابتغاء رضوان الله) فيه قولان، أحدهما: أنهم قصدوا بذلك رضوان الله، قال سعيد بن جبير، وقتادة. والآخر: ما كتبنا عليهم ذلك إنما كتبنا عليهم ابتغاء رضوان الله.
وقوله: فما رعوها حق رعايتها [الحديد: 27]) أي: فما قاموا بما التزموه حق القيام. وهذا ذم لهم من وجهين، أحدهما: في الابتداع في دين الله ما لم يأمر به الله. والثاني: في عدم قيامهم بما التزموه مما زعموا أنه قربة يقربهم إلى الله، عز وجل.
وقد قال ابن أبي حاتم: حدثنا إسحاق بن أبي حمزة أبو يعقوب الرازي، حدثنا السندي بن عبدويه، حدثنا بكير بن معروف، عن مقاتل بن حيان، عن القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه، عن جده ابن مسعود قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " يا ابن مسعود ". قلت: لبيك يا رسول الله، قال: " هل علمت أن بني إسرائيل افترقوا على ثنتين وسبعين فرقة؟ لم ينج منها إلا ثلاث فرق، قامت بين الملوك والجبابرة بعد عيسى ابن مريم، عليه السلام، فدعت إلى دين الله ودين عيسى ابن مريم، فقاتلت الجبابرة فقتلت فصبرت ونجت، ثم قامت طائفة أخرى لم يكن لها قوة بالقتال، فقامت بين الملوك والجبابرة فدعوا إلى دين الله ودين عيسى ابن مريم، فقتلت وقطعت بالمناشير وحرقت بالنيران، فصبرت ونجت.
ثم قامت طائفة أخرى لم يكن لها قوة بالقتال ولم تطق القيام بالقسط، فلحقت بالجبال فتعبدت وترهبت، وهم الذين ذكرهم الله، عز وجل: (ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم) الجزء الثامن ص 29 - عن معجم الطبراني الكبير (10 - 211) من طريق هشام بن عمار، عن الوليد بن مسلم، عن بكير بن معروف به نحوه، وبكير بن معروف متكلم فيه (¬2).
وأظن أن إقبال الناس على التصوف أو سبب نشره يرجع لثلاث فوائد لهم أو لغيرهم:
1 - تقوية الاستعمار ووقف الجهاد في سبيل الله.
2 - موافق للرهبنة المسيحية والمذاهب الهندية والفلسفية القديمة والتي أثرت على تصوف المسلمين بشكل عام.
3 - اتباع الأهواء وإسقاط التكاليف ومخافة ملاقاة العدو.
¬_________
(¬1) ((محمد إقبال، ترجمة: عباس محمود، تجديد التفكير الديني في الإسلام، (دار الهداية، ط 2، 2000 م)، ص 221.
(¬2) تفسير القرآن العظيم، : أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي] 700 - 774 هـ[، المحقق: سامي بن محمد سلامة، الناشر، ([د. م]: دار طيبة للنشر والتوزيع، الطبعة الثانية 1420 هـ - 1999 م)

الصفحة 76