كتاب منهج دراسة الأديان بين الشيخ رحمت الله الهندي والقس فندر

ولا يمكن أن يكونا قد وجدا المعنى الروحي كما يجدونه في الإسلام أثناء الخشوع في الصلاة على سبيل المثال: مما قد يطبع أثره في الوجه نورا وصفاء وبهاء ونضرة وقوة في الجسد ويتبعه توفيق من العلي الحكيم، إلا أن الشيطان أنساهما المعاني الحقيقية لذلك بالتقرب إلى الأضرحة، واتخاذ الواسطة بينهما وبين الله وهذا شرك عظيم قد وقعا فيه.
وقد بدأت شكوك عماد الدين من خلال ارتباطه بالعديد من المسيحيين. ونقطة التأثر والانطلاق في تحوله كانت بسبب زميله الطالب: صفدر علي. وإن كثرة الجهل المنتشرة - آنذاك- كانت سببا من أسباب إحباطه، كذلك الاهتمام بالقشور والجوانب الخارجية في الشريعة قبل الولوج في مضامينها وجوهرها. كان يرى أن جوهر الدين عند الصوفية وفي التصوف.
إن شبهة عدم قراءة الإنجيل والتوراة خوفا من التأثر هو كعدم تدوين الحديث الشريف في عهد الصحابة؛ فالخوف من التأثر وارد وخاصة في بداية الالتزام والتمسك بالدين.
تفسير الآية الواردة التي كانت سببا في شكوكه هو تفسير شخصي لم يراع فيها القواعد أو الرجوع لأئمة التفسير وأهل العلم أو حتى الإشارة إليهم. وإن تضعيف أحاديث الشفاعة والتي أوردها جلال الدين السيوطي - كما زعم - لم يبن على أي أساس علمي في قبول الأحاديث وردها.
زيارة القبور والتماس الفرج منها يعد من الأمور الشركية التي لا توفق صاحبها لطريق الحق؛ حيث يطلب المعونة من البشر وليس من رب البشر. والاعتقاد في أهمية الكتاب الذي لديه وتقديسه دون التماس سند واضح له، بل مجرد اهتمام مشايخه الصوفية به لهو أكبر دليل على تقديم الهوى محل العلم والمنطق. وإن اهتمام الناس به على تحمله المشاق وأثر ذلك عليه بعد تنفيذ تعاليم الكتاب الصوفي أسقط هؤلاء الناس من نظره؛ فعندما أدرك خطأ هذ الكتاب أدرك بالتبعية خطأهم؛ فرفضهم بالكلية وازدرى الشريعة التي أوصلته لتلك الحالة وشعر بعدم جدوى الدين، ودخل في حالة إحباط وتخبط لا شعوري.
عند قراءة الإنجيل بدأت الشكوك حول إسلامه السابق تراوده - والحقيقه هو تصوفه السابق وليس إسلامه - فكأنه ذاق حرمان الاطلاع على الإنجيل وشعر باللذة عندما تخطى هذا الحاجز كما قابل مجموعة أحسب أنهم من المنافقين الذين يظهورن الإسلام ويبطنون الكفر أو مجموعة من الجهلة الذين لم يتعلموا قواعد وأصول الدين فما وجد عندهم إجابة لتساؤلاته؛ فالدليل على ذلك اعترافه بانتصار رحمت الله في المناظرة بينه وبين فندر! فلم لم يذهب ويسأل رحمت الله أو غيره من أمثاله عما استشكل فيه؟ ! .
اهتمام النصارى بتعليمه وخدمته كان له الأثر الواضح في استمراره. وتعمد زوجته وأبنائه إلى النصرانية لم يكن عن قناعة بل عن قوامة.
إن التوفيق الذي شعر به والراحة التي شعر بها هما نواتج طريق الغي الذي صار فيه؛ حيث لم يذق طعم الإسلام الحقيقي بل طعم التصوف المنحرف، والذي ختمه بنصرانية ضالة مضلة. وختاما: إن المال طريق يسعى إليه كل مريد ما لم يجد في الحياة هدفا أسمى له.

الصفحة 77