كتاب مقدمة ابن الصلاح = معرفة أنواع علوم الحديث - ت فحل

وَمِنْ ذَلِكَ أَبُو حَمْزَةَ بالحاءِ والزّاي عَنْ ابنِ عَبَّاسٍ إذَا أطلقَ. وَذَكَرَ (¬1) بَعْضُ الحُفَّاظِ أنَّ شُعْبَةَ رَوَى عَنْ سبعةٍ كُلُّهُم أَبُو حمزةَ عَنْ ابنِ عَبَّاسٍ، وكُلُّهُمْ أبو حمزةَ بالحاءِ والزايِ إلاَّ واحداً فإنَّهُ بالجيمِ وَهُوَ أَبُو جَمْرَةَ نَصْرُ بنُ عِمْرانَ الضُّبَعِيُّ (¬2). ويُدركُ فِيهِ الفرقُ بَيْنَهم بأنَّ شُعْبَةَ إذَا قَالَ: ((عَنْ أبي جَمْرَةَ (¬3) عنِ ابنِ عَبَّاسٍ)) وأطلَقَ فَهُوَ عَنْ نَصْرِ بنِ عِمْرانَ، وإذا رَوَى عَنْ غَيْرهِ فَهُوَ يذكُرُ اسمَهُ أَوْ نسبَهُ، واللهُ أعلمُ.
القِسْمُ السابعُ: المُشْتَرَكُ المتَّفِقُ فِي النِّسْبةِ خاصّةً.
ومنْ أمثلتِهِ: الآمُلِيُّ والآمُليُّ. فالأوَّلُ إلى آمُلِ (¬4) طَبَرِسْتَانَ (¬5). قَالَ أَبُو سَعْدٍ (¬6) السَّمْعانِيُّ: ((أكثرُ أَهْلِ العلمِ منْ أَهْلِ طَبَرِسْتَانَ منْ آمُلَ)) (¬7). والثاني: إلى آمُلِ جَيْحُونَ (¬8). شُهِرَ بالنَّسْبةِ إليها عَبْدُ اللهِ بنُ حَمَّادٍ الآمُلِيُّ (¬9)، رَوَى عَنْهُ البُخَارِيُّ فِي " صَحِيْحِهِ " (¬10). وذَكرَهُ الحافظُ أَبُو عَلِيٍّ الغَسَّانيُّ ثُمَّ الْقَاضِي عِياضٌ (¬11) المغْرِبيانِ منْ أنّه مَنْسوبٌ إلى آمُلِ طَبَرِسْتَانَ فَهُوَ خَطَأٌ، واللهُ أعلمُ.
¬__________
(¬1) انظر: التقييد: 414.
(¬2) بضم المعجمة وفتح الموحدة بعدها مهملة، انظر: التقريب (7122).
(¬3) في (ب) و (ج‍): ((حمزة)).
(¬4) آمل: بالمد وضم الياء. الأنساب 1/ 62.
(¬5) بفتح أوله وثانيه وكسر الراء كما نص على ذلك في معجم البلدان 4/ 13، وكذا في تاج العروس 12/ 413، ولكنه قال بفتح الراء.
(¬6) في (أ) و (ب): ((سعيد)) خطأ.
(¬7) الأنساب 1/ 62.
(¬8) بالفتح ثمّ السكون، انظر معجم البلدان 2/ 196.
(¬9) بالمد وتخفيف الميم المضمومة. التقريب (3281). قال ياقوت في معجم البلدان 1/ 59:
((هي آمل الشط ... هكذا يقولها العجم على الاختصار والعجمة)). وآمل الشط هي آمل جيحون، انظر: تبصير المنتبه 1/ 49 - 50.
(¬10) قال العراقي في شرح التبصرة 3/ 208: ((لم يرو البخاريّ في صحيحه عنه مصرحاً بنفسه، ولا بأبيه وإنما حدّث في موضع، عن عبد الله - غير منسوب - عن يحيى بن معين، وفي موضع آخر: عن عبد الله - غير منسوب - عن سليمان بن عبد الرحمن))، وانظر: التقييد: 415.
(¬11) مشارق الأنوار 1/ 69.

الصفحة 468