كتاب مقدمة ابن الصلاح = معرفة أنواع علوم الحديث - ت فحل

النَّوْعُ الْخَامِسُ وَالْخَمْسُوْنَ
نَوْعٌ يَتَركَّبُ مِنَ النَّوعَينِ اللَّذَينِ قَبْلَهُ (¬1)
وَهُوَ أنْ يُوجَدَ الاتِّفاقُ الْمذكُورُ فِيْ النَّوع الذي فَرَغْنا منهُ آنفاً، فِيْ اسْمَي شَخْصَيْنِ أَوْ كُنْيَتِهِما التي عُرِفا بها، وَيوجَدُ (¬2) فِيْ نَسَبِهِما أَوْ نِسْبَتِهما الاختلافُ والائتلافُ المذْكُورانِ فِي النَّوعِ الذي قَبْلَهُ، أَوْ عَلَى العكسِ منْ هَذَا بأنْ يخْتَلِفَ ويأتلِفَ أسماؤها ويتفقَ (¬3) نسبتُهما أَوْ نَسَبُهما اسماً أَوْ كُنيةً. ويلتحِقُ بالمؤْتلِفِ والمُختلفِ فِيهِ: مَا يتقاربُ ويَشْتبهُ وإنْ كَانَ مختلفاً فِي بعضِ حُروفِهِ فِي صورةِ الخطِّ. وصَنَّفَ الخطيبُ الحافِظُ (¬4) فِي ذَلِكَ كتابَهُ الذي سمّاهُ (¬5) كتابَ " تَلْخِيصِ المُتَشَابِهِ فِي الرَّسْم " (¬6) وَهُوَ منْ أحسنِ كُتبِهِ لَكِنْ لَمْ يُعْرِبْ (¬7) باسمِهِ الذي سَمّاهُ بِهِ عَنْ مَوْضُوْعِهِ كَمَا أَعْرَبنا عَنْهُ (¬8).
فمِنْ أَمثلةِ الأَوَّلِ: مُوسى بنُ عَلِيٍّ (¬9) بفَتْحِ العَينِ ومُوسى بن عُلِيٍّ (¬10) بضمِّ العَينِ. فمِنَ الأَوَّلِ جَمَاعَةٌ مِنْهُمْ أَبُو عيسى الخُتَّليُّ (¬11) الذي رَوَى عَنْهُ أَبُو بكرِ بنِ مِقْسَمٍ المُقْرِئُ
¬__________
(¬1) انظر في ذلك:
الإرشاد 2/ 749 - 750، والتقريب: 189، والمنهل الروي: 130، واختصار علوم الحديث: 230 - 231، والشذا الفياح 2/ 693 - 694، والمقنع 2/ 625، وشرح التبصرة 3/ 210، ونزهة النظر: 180 - 184، وطبعة عتر: 70، وفتح المغيث 3/ 264 - 265، وتدريب الراوي 2/ 334 - 335، وفتح الباقي 3/ 217 - 222، وتوضيح الأفكار 2/ 495.
(¬2) في (م) والشذا: ((أو يوجد)).
(¬3) في (م) و (ب) والشذا: ((وتتفق)).
(¬4) سقطت من (م).
(¬5) في (م) والشذا: ((أسماه)).
(¬6) طبع بمجلدين في دمشق عن دار طلاس، بتحقيق سكينة الشهابي 1985 م.
(¬7) في (ب) و (ج): ((يعرف)).
(¬8) سقطت من (م).
(¬9) انظر: التقييد: 417.
(¬10) انظر: تلخيص المتشابه 1/ 54.
(¬11) بضم الخاء والتاء المشددة، انظر: الأنساب 2/ 372.

الصفحة 470