كتاب مقدمة ابن الصلاح = معرفة أنواع علوم الحديث - ت فحل

عارمٌ مُحَمَّدُ بنُ الفَضْلِ أَبُو النُّعْمانِ (¬1): اختَلَطَ بأَخَرَةٍ، فما رَواهُ عَنْهُ البُخَارِيُّ، ومُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى الذُّهْليُّ وغيرُهما مِنَ الحُفَّاظِ يَنْبغِي أنْ يكونَ مأخوذاً عَنْهُ قَبْلَ اختلاطِهِ.
أَبُو قِلاَبةَ عَبْدُ الملكِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ الرَّقَاشِيُّ (¬2): رُوِّينا عنِ الإمامِ ابنِ خُزَيمةَ أَنَّهُ قَالَ: ((حَدَّثَنَا أَبُو قِلاَبةَ بالبَصْرةِ قَبْلَ أنْ يَختلِطَ ويخرجَ إلى بغدادَ)) (¬3). وممَّنْ بَلَغَنا عَنْهُ ذَلِكَ مِنَ المتأخِّرينَ أَبُو أَحْمَدَ (¬4) الغِطْرِيفيِّ (¬5) الجُرجانيِّ، وأبو طاهرٍ حفيدُ الإمامِ ابنِ خُزَيمةَ: ذَكَرَ الحافظُ أَبُو عَلِيٍّ البَرْدَعِيُّ (¬6) ثُمَّ السَّمرقنديُّ فِي " معجمِهِ " أنّهُ بَلَغَهُ أنَّهما اختَلَطا فِي آخرِ عُمُرِهِما.
وأبو بكرِ بنِ مَالِكٍ القَطِيعيُّ راوي مسندَ أَحْمَد وغيرَهُ اختلَّ فِي آخرِ عُمُرِهِ وخَرِفَ حَتَّى كَانَ لا يَعرِفُ شيئاً مما يُقرأ عَلَيْهِ (¬7).
واعلمْ أَنَّ مَنْ كَانَ مِنْ هَذَا القَبِيلِ مُحْتَجّاً بروايتهِ فِي " الصحيحينِ " أَوْ أحدِهما فإنّا نَعْرِفُ عَلَى الجملةِ أنَّ ذَلِكَ ممّا تَميَّزَ وَكَانَ مأخوذاً عَنْهُ قَبْلَ الاختلاطِ، واللهُ أعلمُ.
¬__________
(¬1) فصّل الحافظ العراقي في التقييد: 461 - 462 مدة اختلاطه ومن سمع منه قبل الاختلاط وبعده.
(¬2) انظر: التقييد والإيضاح: 462 - 463.
(¬3) أسنده الخطيب في تاريخه 10/ 426.
(¬4) انظر: التقييد: 463.
(¬5) بكسر الغين المعجمة، وسكون الطاء وكسر الراء وسكون الياء. انظر: الأنساب 4/ 273.
(¬6) في (أ) و (ج‍) و (ع) والتقييد: ((البرذعي)) بالذال المعجمة. قال في القاموس (مع شرحه التاج) 20/ 315: ((برذعة (بالذال المعجمة) بلد بأذربيجان، وإهمال ذاله أكثر)). وفي معجم البلدان 1/ 379: ((برذعة (بالمعجمة)، وقد رواه أبو سعد بالدال المهملة والعين مهملة عند الجميع: بلد في أقصى أذربيجان)) وكلاهما بفتح الباء الموحدة وسكون الراء وفتح ما بعد الراء. وانظر: الأنساب 1/ 327 و 330.
(¬7) نفى العراقي صحّة ذلك في نقاش طويل مع ابن الصّلاح، راجعه في التقييد والإيضاح: 465.

الصفحة 499