كتاب المقصور والممدود لابن ولاد
ذكرنا نحو قولك الوغى تكتبه بالياء لأن الواو في أوله وهو على ثلاثة أحرف والنوى تكتبه بالياء لأنه على ثلاثة أحرف واوسطه واو والعلة في ذلك أن العرب لا يوجد في كلامها فيما مثل وعوت ولا شووت ألا ترى أنهم يقولون قويت من القوة وكان الأصل قووت ولكنهم كرهوا الجمع بين واوين. . وإن كان شيء من الأفعال على مثال هذا النحو كتبته أيضاً بالياء نحو وعي زيد العلم وشوى زيد الحمل فإن كانت الألف مجهولة ولا يعلم ما أصلها كتبت الاسم بالألف إلا أن تكون الإمالة تحسن فيه نحو متى تكتب بالياء لحسن الإمالة فيها فأما لدى وعلى وإلى فإنما كتبت بالياء وإن كانت الإمالة لا تحسن فيهن لأنهم إذا أضافوا قالوا عليك ولديك وإليك. . وتكتب كلا إذا أصفتها إلى مظهر بالألف لأن ألف كلا منقلبة من واو عند البصريين تقول رأيت كلا الرجلين ومررت بكلا الرجلين وكان الأصل عندهم كلو وليست الألف بألف تثنيته وإنما هو اسم موضوع لأثنين على وزن معى وأهل الكوفة يذهبون إلى أنها ألف تثنية ويزعمون في غير التثنية أن الاسم إذا كان مضموما أو مكسورا كقولك ضحى ورضا جاز أن تكتب بالياء وإن كان أصله من الواو ويجيزون تثنيته بالواو والياء جميعا ويلزمهم إذا جعلوها ألف تثنية أن يكتبوها بالألف لئلا يلتبس المرفوع بالمنصوب إلا أنهم شبهوه بغيره واعتلوا له بعلة ضعيفة وأما أهل البصرة فيكتبونه بالألف فإن كانت ألفه رابعة فصاعدا يكتب جميع ذلك بالياء
الصفحة 163
177