كتاب جامع المسائل - ابن تيمية - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 2)

ذلك الصنف هو هذا الصنف، وهذا الثاني هو ولد الأبوين والأب بالإجماع. فالأول ولد الأم كما في القراءة الأخرى التي تصلح أن تكون مفسِّرةً لقراءتنا (¬١)، ولهذا ذكر ولد الأم في آية الزوجين، والزوجان (¬٢) أصحاب فرض مقدر لا يخرجون عنه، وكذلك ولد الأم أصحاب فرض مقدر لا يخرجون عنه. وكلاهما لا حظَّ له في التعصيب بحالٍ (¬٣). بخلاف مَن ذُكِرَ في آية العمود (¬٤) وفي آية الصَّيْف (¬٥)، فإن لجنسهم حطًا في التعصيب. ولهذا قال سبحانه في آية الشتاء: (¬٦) (غَيْرَ مُضَارٍّ)، ولم يذكر في آية العمود، لأن الإنسان كثيرًا ما يَقصِد ضَررَ الزوج وولدِ الأم، لأنهم ليسوا من عصبتهم، بخلافِ أولادِه وآبائِه، فإنه (¬٧) لا يضارهم في العادة.
وإذا كان النص قد أعطى ولدَ الأم الثلثَ، فمن نَقَصَهم منه فقد ظلمهم. وولد الأبوين جنسٌ آخر، هم عصبة،/ [١٦٦ أ]، وقد قال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَلحِقُوا الفرائضَ بأهلِها، فما بَقِيَ فَلأَوْلَى
---------------
(¬١) س: "لقراءتها".
(¬٢) في النسختين: "الزوجات"، والتصويب من سائر النسخ.
(¬٣) "بحال" ساقطة من ع.
(¬٤) هي الآية ١١ من سورة النساء، سميت بذلك لأن فيها ذكر والد الميت وولده، وهما عمودا النسب بالنسبة إليه.
(¬٥) في النسختين: "النصف"، وقد سبق التعليق عليه.
(¬٦) ع: "النساء"، وهو تصحيف، وآية الشتاء هي الآية ١٢ من سورة النساء، سُميت بذلك لأنها نزلت في الشتاء.
(¬٧) س: "فإنهم".

الصفحة 300