كتاب جامع المسائل - ابن تيمية - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 2)
رجل (¬١) ذكر" (¬٢). وهذا يقتضي أنه إذا لم تُبقِ الفرائضُ لم يكن للعصبة شيء، وهنا لم تُبقِ الفرائضُ شيئًا.
وأما قول القائل (¬٣): "هَبْ أن أباهم (¬٤) كان حمارًا، فقد اشتركوا (¬٥) في الأم "، فقول فاسد (¬٦) حسًّا وشرعًا. أما الحسّ فلأن الأب لو كان حمارًا لكانت (¬٧) الأم أتانًا، ولم يكونوا من بني آدم.
وإذا قيل: قُدَرَ وجودُه كعدمِه.
فيقال: هذا باطل، فإن الموجود لا يكون معدومًا.
وأما الشرع فلأن الله حكمَ في ولد الأبوين بخلاف حكمه في ولد الأم.
وإذا قيل: فالأب إن لم ينفعهم لم يضرهم.
---------------
(¬١) س: "عصبة". والمثبت من ع ومصادر التخريج.
(¬٢) أخرجه البخاري (٦٧٣٢، ٦٧٣٥، ٦٧٣٧، ٦٧٤٦) ومسلم (١٦١٥) عن ابن عباس.
(¬٣) هو زيد بن ثابت، كما أخرجه عنه الحاكم (٤/ ٣٣٧) والبيهقي (٦/ ٢٥٦). ويُروى أنه قال ذلك بعض أولاد الأبوين لعمر بن الخطاب. انظر "المغني" (٩/ ٢٤، ٢٥) و"تفسير ابن كثير" (١/ ٤٧١).
(¬٤) س: "أبانا".
(¬٥) س، ع: "اشتركا"، والمثبت من سائر النسخ.
(¬٦) س، ع: "فساد".
(¬٧) س، ع: "لكان".