كتاب جامع المسائل - ابن تيمية - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 7)
وكذلك قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لا يُسافَر بالقرآن إلى أرض العدوّ» (¬١). وقوله: «استذكروا القرآن [فلهوَ أشدُّ تفصِّيًا] (¬٢) مِن صدور الرجال مِن النَّعَم في عُقُلها (¬٣)» (¬٤)، وقوله: «[الجوف] (¬٥) الذي ليس فيه شيء من القرآن كالبيت الخَرِب (¬٦)» (¬٧). وقد صحّحه الترمذي.
فمن قال: القرآن في المصحف والصدور؛ فقد صدق. ومن قال: فيهما حفظه وكتابته؛ فقد صدق. ومن قال: القرآن مكتوب في المصاحف محفوظ في الصدور؛ فقد صدق.
ومن قال: إن المداد والورق أو صفة العبد أو فعله أو صوته قديم أو غير مخلوق؛ فهو مخطئ ضال. ومن قال: إنَّ ما في المصحف ليس هو كلام الله، أو: ما في صدور القرّاء ليس هو كلام الله، أو قال: إنّ القرآن العربي لم يتكلَّم به الله ولكن هو مخلوق أو صفة جبريل (¬٨) أو محمد،
---------------
(¬١) أخرجه البخاري (٢٩٩٠)، ومسلم (١٨٦٩) من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.
(¬٢) تحرفت في الأصل: «أشذ فلهذا يتقصا».
(¬٣) الأصل: «من عقلها عقلها»!
(¬٤) أخرجه البخاري (٥٠٣٢)، ومسلم (٧٩٠) من حديث ابن مسعود رضي الله عنه.
(¬٥) الأصل «عقلها الجواب البيت» ثم ضرب على (الجواب).
(¬٦) الأصل: «الخراب» تحريف.
(¬٧) أخرجه أحمد (١٩٤٧)، والترمذي (٢٩١٣) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما. والعبارة بعده في (ف): «قال الترمذي: حديث صحيح». وفي مطبوعة الترمذي: حسن صحيح. وتكلم عليه في «بيان الوهم والإيهام»: (٤/ ٦٦٠).
(¬٨) «ولكن هو» تكررت في الأصل. والعبارة في (ف): «إن القرآن العزيز ... أو صنفه جبريل ... ».