كتاب جامع المسائل - ابن تيمية - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 7)
ضال. وأما أصوات العباد بالقرآن والمداد الذي في المصحف، فلم يكن أحدٌ من السلف يتوقف في ذلك، بل كلّهم متفقون على أنّ أصوات العباد مخلوقة (¬١)، وكلام الله الذي كُتِبَ بالمداد غير مخلوق، قال الله تعالى: {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا} [الكهف: ١٠٩].
وهذه المسائل قد بُسِطَ الكلام عليها، وذُكِر أقوال العلماء (¬٢) واضطرابهم فيها في مواضع أخر (¬٣).
فصل (¬٤)
* والذي يُصلي وقتًا ويترك الصلاةَ كثيرًا أو لا يصلي؟
فالجواب: إن مثل هذا ما زال المسلمون يُصلون عليه، بل المنافقون الذين يكتمون النفاق يُصلي المسلمون عليهم ويُغسَّلون وتُجرى عليهم أحكامُ المسلمين، كما كان المنافقون على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وإن كان من قد علمَ نفاقَ شخصٍ لم يَجُز له أن يصلي عليه؛ كما نُهي النبيّ - صلى الله عليه وسلم - عن الصلاة على من عَلِم نفاقَه، وأما من شكّ في حاله فيجوزُ الصلاةُ عليه إذا كان ظاهره الإسلام [ق ٣٥]، كما صلى
---------------
(¬١) (ف) زيادة: «والمداد كله مخلوق».
(¬٢) (ف): «الناس».
(¬٣) انظر «مجموع الفتاوى» المجلد الثاني عشر (القرآن كلام الله).
(¬٤) وانظر السؤال الأخير في هذه الرسالة (ص ٩٩ - ١١٠).