كتاب جامع المسائل - ابن تيمية - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 7)

قد ثبت في «الصحيح» عن النبي - صلى الله عليه وسلم -[ق ٣٧] أنه قال: «يمرق مارقةٌ على حين فُرْقة من المسلمين يقتلهم (¬١) أولى الطائفتين بالحق» (¬٢). وثبت في «الصحيح» عنه أنه قال عن الحسن: «إن ابني هذا سيِّدٌ وسيصلحُ الله به بين فئتين عظيمتين [من المسلمين]» (¬٣). وفي «الصحيحين» (¬٤) عن عمَّار أنه قال: «تقتله الفئة الباغية».
وقد قال الله في القرآن: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [الحجرات: ٩].
فثبت بالكتاب والسنة وإجماع السلف ما يدلّ على أنهم مؤمنون مسلمون، وأن (¬٥) عليّ بن أبي طالب والذين معه كانوا أولى بالحقِّ من الطائفة المقابلة، والله أعلم.
---------------
(¬١) الأصل: «يضلهم» تحريف.
(¬٢) أخرجه مسلم (١٠٦٥) من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
(¬٣) أخرجه البخاري (٢٠٧٤)، من حديث من حديث أبي بكرة رضي الله عنه.
(¬٤) أخرجه البخاري (٤٤٧)، ومسلم (٢٩١٥) من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
(¬٥) «ما يدل» سقطت من (ف)، وفي الأصل: «أن» بدون واو.

الصفحة 28