كتاب جامع المسائل - ابن تيمية - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 7)
هذا، و (¬١) الحديث والزيارة المنسوبة إلى علي رضي الله عنه ليست ثابتة.
وقد أنكر (¬٢) السلف على من سافر لزيارة الطور الذي كلَّم الله عليه موسى، وهو الوادي المقدَّس والبقعة المباركة (¬٣). فكيف بغيره من مقامات الأنبياء؟ حتى إن قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يثبت عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - لفظٌ (¬٤) بزيارته؛ وإنما صحّ عنه الصلاةُ عليه والسلام موافقةً لقوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب: ٥٦] ولقوله - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الذي في "سنن أبي داود" (¬٥): "ما من رجل يُسلِّم عليَّ إلّا ردَّ الله عليَّ روحي حتى أردّ عليه السلام". وفي "سنن أبي دود" (¬٦) عنه عليه السلام أنه قال: "أكثروا عليَّ مِنَ الصلاة يوم الجمعة وليلة
---------------
(¬١) الأصل: "في" ولعلها ما أثبت.
(¬٢) رسمها في الأصل: "أنك".
(¬٣) يعني في قصة أبي هريرة لما ذهب إلى الطور، فلما رجع لقي بصرة بن أبي بصرة الغفاري، فقال: من أين أقبلتَ؟ فقلتُ: من الطور، فقال: لو أدركتُكَ قبل أن تخرج إليه ما خرجتَ إليه، سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لا تعمل المطي إلا إلى ثلاثة مساجد .. ". أخرجه أحمد (٢٣٨٤٨)، والنسائي (١٤٣٠)، وابن حبان (٢٧٧٢) وغيرهم.
(¬٤) الأصل: "لفظًا".
(¬٥) رقم (٢٠٤٣) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(¬٦) رقم (١٠٤٩) من حديث أوس بن أوس رضي الله عنه. ووقع في الأصل: "السنن أبي داود".