كتاب جامع المسائل - ابن تيمية - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 7)

الجمعة فإن صلاتكم معروضةٌ عليّ". قالوا: يا رسول الله كيف تُعرض صلاتنا عليك وقد أرِمْتَ؟ أي: بَليتَ، قال: "إنّ الله حرَّم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء".
وأما الأحاديث التي يرويها بعضُ الناس، مثل ما يروون (¬١) أنه قال: "من زارني وزار أبي في عام واحد ضمنتُ له على الله الجنة" (¬٢). و"من زارني وزار اليسع ... " (¬٣) ونحو ذلك= فهي أحاديث مكذوبة موضوعة، وكذلك اللفظ فيه: "من زارني بعد مماتي فكأنما زارني في حياتي، ومن زارني بعد مماتي ضمنتُ له على الله الجنة، ومن حجَّ ولم يزرني فقد جفاني" (¬٤). وكلُّ هذه الأحاديث ضعيفة بل موضوعة.
وقد كره مالك وغيره من أهل العلم أن يقول القائل: زرتُ قبر النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ وذلك يبين (¬٥) أنّ هذا اللفظ كان بدعة عند أهل المدينة، الذين هم أعلم الناس بسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأشدّهم تعظيمًا لقدره. ولهذا لم يكن
---------------
(¬١) الأصل: "يرون".
(¬٢) لم أجده مسندًا، وقد سئل عنه النووي فقال: باطل موضوع. "الفتاوى" (ص ٢٩١). وانظر "تذكرة الموضوعات" (ص ٧٦)، و"تنزيه الشريعة": (٢/ ٢١٣).
(¬٣) لم أجده.
(¬٤) أخرجه ابن حبان في "المجروحين": (٣/ ٧٣)، وابن عدي في "الكامل": (٧/ ١٤) وغيرهما. في ترجمة النعمان بن شبل، قال ابن حبان: "يأتي عن الثقات بالطامات، وعن الأثبات بالمقلوبات".
(¬٥) الأصل: "تبيين"!.

الصفحة 427