كتاب جامع المسائل - ابن تيمية - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 7)
قومًا في قوم نوح فلما ماتوا عكفوا على قبورهم وصوَّروا تماثيلَهم، ثم طال عليهم الأمد فعبدوهم (¬١).
ولهذا كانت زيارة القبور على وجهين: زيارة شرعية، وزيارة بدعية.
فالزيارة الشرعية: مقصودها السلام على الميت والدّعاء إن كان الميت مؤمنًا، وتذّكر الموت سواء كان مؤمنًا أو كافرًا، كما قال - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح: "استأذنتُ ربي في أن أستغفر لأمي فلم يأذن لي، واستأذنته في أن أزور أمي فأذن لي؛ فزوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة" (¬٢).
وكان يعلِّم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقول أحدهم: "السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، ويرحم الله المستقدمين مِنّا ومنكم والمستأخرين، نسأل الله لنا ولكم العافية" (¬٣).
والزيارةُ لقبر المؤمن ــ نبيًّا كان أو غير نبيّ ــ من جنس الصلاة على جنازته، يُدعى (¬٤) له إذا صُلّي على جنازته (¬٥).
---------------
(¬١) أخرجه البخاري (٤٩٢٠) عن ابن عباس رضي الله عنهما.
(¬٢) أخرجه مسلم (٩٧٦) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(¬٣) أخرجه مسلم (٩٧٥) من حديث بريدة بن الحصيب رضي الله عنه.
(¬٤) كذا في الأصل.
(¬٥) عبارة: "يدعى له إذا صلى على جنازته" تكررت في الأصل.