كتاب جامع المسائل - ابن تيمية - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 7)
معصوم (¬١). وإذا ما اعتقد في الرجل أنه غير معَظَّم ردَّ أقوالَه وإن كانت حقًّا، فيجعل قائل القول (¬٢) سببًا للقبول والرد من غير وزن بالكتاب والسنة.
وقد قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه للحارث بن حوط (¬٣) لما قال له: يا عليّ أتظن أن طلحة والزبير كانا على باطل وأنت على حق؟ [فقال]: لا [يا] حارِ (¬٤) إنه ملبوس عليك، اعرف الحق تعرف أهله، إن الحق لا يُعرف بالرجال، وإنما الرجال يُعرفون بالحق (¬٥).
وكلّ من اتخذ شيخًا (¬٦) أو عالمًا متبوعًا في كلّ ما يقوله ويفعله، يوالي على موافقته ويعادي على مخالفته غير رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فهو مبتدع ضالّ خارج عن الكتاب والسنة، سواء كان من أهل العلم والدين؛
---------------
(¬١) بعده في الأصل: "قال هو محفوظ ومعنى القولين واحد" والظاهر أنه مقحم في السياق.
(¬٢) الأصل: "فليجعل القول إلى القول" محرفة!
(¬٣) الأصل: "خلده" تحريف. وحوط بالحاء المهملة، وقيل بالمعجمة. انظر: "شرح نهج البلاغة": (١٩/ ١٤٩).
(¬٤) الأصل: "لا جاو" تحريف، والصواب ما أثبت، و"حارِ" ترخيم "حارث".
(¬٥) ذكره اليعقوبي في "تاريخه": (١/ ١٩٢)، وابن أبي الحديد في "شرح نهج البلاغة": (١٩/ ١٤٨).
(¬٦) تحرفت في الأصل: "شيئًا".