كتاب جامع المسائل - ابن تيمية - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 7)
وهوى، لا عن علم وعدل، وأن ذلك يخرجهم إلى أنواعٍ من الظلم والتفرق والاختلاف.
وإن كثيرًا مما يتنازع الناس فيه من التفضيل قد (¬١) يكون الحقّ فيه استواء الأمرين من غير رُجحان لأحدهما على صاحبه. وأنّ حُكْم الشريعة في ذلك جواز اتباع ذلك كله، وأن لا ينهى أحدٌ عن شيء.
من ذلك: حروف (¬٢) القرآن [١٢٠] والذِّكْر والدعاء المشروع، وهذا هو الذي أنكره النبي - صلى الله عليه وسلم - مِنْ تنازُعهم في حروف القرآن، وقال: "اقْرَآ فكلاكما محسن" كما ثبت في "الصحيحين" (¬٣) عن ابن مسعود قال: سمعت رجلاً قرأ وسمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ خلافه (¬٤) فجئتُ به النبي - صلى الله عليه وسلم - (¬٥) فأخبرته، فعرفت في وجهه الكراهة فقال: "كلاكما محسن فلا تختلفوا، فإن مَنْ كان قبلكم اختلفوا فهلكوا".
---------------
(¬١) الأصل: "وقد".
(¬٢) الأصل: "الحروف". وحروف القرآن هي القراءات.
(¬٣) أخرجه البخاري (٢٤١٠). ولم أجده في مسلم.
(¬٤) الأصل: "خلافهما" خطأ.
(¬٥) "يقرأ خلافهما ... وسلم" تكررت في الأصل.