كتاب جامع المسائل - ابن تيمية - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 7)
الكوفة، كإبراهيم النخعي، وأبي حنيفة، والثوري، وغيرهم.
وأما أكثر فقهاء الأمصار وعلماء الآثار، فإنهم عرفوا ذلك؛ لما استفاضت به السنة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، كالأوزاعي، والشافعي، وإسحاق، وأحمد بن حنبل، وأبي عبيد، وهو إحدى الروايتين عن مالك. فإنه قد ثبت في "الصحيحين" (¬١) من حديث ابن عمر وغيره أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يرفع يديه إذا افتتح الصلاة، وإذا ركع، وإذا رفع رأسه من الركوع، ولا يفعل ذلك بين السجدتين.
وثبت هذا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في "الصحيح" من حديث مالك بن الحويرث (¬٢)، وأبي حُمَيد الساعدي في عشرة من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أحدهم أبو قتادة (¬٣)، وهو معروف من حديث علي بن أبي طالب، وأبي هريرة، وعددٍ كثير من الصحابة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - (¬٤).
وكان ابن عمر إذا رأى من يصلي ولا يرفع يديه في الصلاة حَصَبه (¬٥).
---------------
(¬١) أخرجه البخاري (٧٣٥)، ومسلم (٣٩٠).
(¬٢) أخرجه البخاري (٧٣٧)، ومسلم (٣٩١).
(¬٣) هو في البخاري (٨٢٨) مختصرًا، وأخرجه مطولا أبو داود (٧٣٠).
(¬٤) انظر أحاديثهم في كتاب "رفع اليدين في الصلاة" (ص ٨ - ٢٦ - بتحقيقي) لابن القيم.
(¬٥) أخرجه الحميدي في "مسنده" (٦٢٧)، ومن طريقه البخاري في "رفع اليدين" (ص ٥٣).