كتاب جامع المسائل - ابن تيمية - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 9)
فوليُّ الله: هو من والى الله بموافقته في محبوباته، إليه بمرضاته.
وهؤلاء كما قال الله تعالى فيهم: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (٢) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} [الطلاق: ٢ - ٣]، قال أبو ذرٍّ - رضي الله عنه -: لما نزلت هذه الآية قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "يا أبا ذر، لو عمل الناسُ كلُّهم بهذه الآية لكفتهم" (¬١).
فالمتقون يجعلُ الله لهم مخرجًا مما ضاق على الناس، ويرزقُهم من حيث لا يحتسبون، فيدفعُ الله عنهم المضارَّ، ويجلبُ لهم المنافع، ويعطيهم الله أشياء يطول شرحُها من المكاشفات والتأثيرات (¬٢).
فصل
* وأما الصَّالح، فهو: المطيعُ لله ورسوله.
وهو أيضًا: القائمُ بما وجب عليه لله ولخلقه.
وهو أيضًا: المؤدِّي للواجبات، المجتنب للمحرَّمات.
وهو أيضًا: البَرُّ.
---------------
(¬١) أخرجه أحمد (٢١٥٥١)، وابن ماجه (٤٢٢٠)، والدارمي (٢٧٦٧)، وغيرهم بإسنادٍ فيه إرسال، وصححه ابن حبان (٦٦٦٩)، والحاكم (٢/ ٥٣٤).
(¬٢) انظر: "شرح الطحاوية" (٢/ ٥٠٨ - ٥٠٩).