كتاب جامع المسائل - ابن تيمية - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 9)

القرآن ما يصلِّي به، والله أعلم (¬١).
* ... * ... *
* مسألة: في رجلين تنازعا في الجهل، فقال أحدهما للآخر: أنت جاهلٌ في الأحكام الشرعية، فقال هو: أنا جاهل (¬٢).
الجواب: إن كان هذا الرجل عالمًا بما أمر الله به ونهى عنه (¬٣) فهو عالمٌ بالشريعة، وإن لم يكن عالمًا بهذا فهو جاهلٌ بذلك. وإن لم يكن عالمًا بما أمره الله به وما نهاه عنه فهو من أجهل الناس، والله تعالى أعلم (¬٤).
* ... * ... *
* مسألة: في جنديٍّ يريد أن يصير فقيرًا (¬٥) يشتغلُ بالعبادة.
الجواب: الجنديُّ إذا اتقى الله، وقَصَد أن يَنْصُر الله ورسولَه، ويُعِين
---------------
(¬١) انظر: "مجموع الفتاوى" (١٥/ ٩٣، ٢٣/ ٥٤ - ٥٦).
(¬٢) كذا في الأصل. ولعله تقريرٌ منه على جهة العناد والاستخفاف، أو يكون استفهامًا للاستنكار والتعجب.
(¬٣) الأصل: "بما أمره الله به ونهاه عنه". ولعله من سهو الناسخ وانتقال بصره. والمراد: العلم بمطلق أوامر الله ونواهيه، دون تقييدها بما يجب على الإنسان في خاصة أمره، فهما مقامان مختلفان، وصنيع الناسخ يوهم التسوية بينهما.
(¬٤) انظر: "مختصر الفتاوى المصرية" (٥٨٦).
(¬٥) أي: صوفيًّا. وأهل الشام يسمُّون التصوف "فقرًا" والصوفية "فقراء". انظر: "اللمع" لأبي نصر السراج (٢٦) , و"مجموع الفتاوى" (١١/ ٢١، ١١٨، ١٩٥)، و"مدارج السالكين" (٢/ ٣٤٩)، و"عدة الصابرين" (٣٤٨).

الصفحة 488