كتاب جامع المسائل - ابن تيمية - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 9)
إلا اتباعي".
وثبت في الصَّحيح أن عيسى عليه الصلاة والسلام إذا نزل إلى الأرض، فإنما يحكم في الأمة بكتاب ربِّها وسنَّة نبيِّها (¬١).
فالخَضِر لو كان موجودًا بين الناس لم يَرْجِع إليه المسلمون في شيءٍ من دينهم.
فإن (¬٢) لم يكن نبيًّا، كما قاله الجمهور، كالشريف أبي علي بن أبي موسى وغيره، [فمِن هذه الأمة من هو أفضل منه] (¬٣)، كأبي بكرٍ وعمر وغيرهما من المهاجرين والأنصار.
وإن كان نبيًّا، كما قاله طائفةٌ منهم أبو الفرج ابن الجوزي، وأبو عمرو ابن الصلاح (¬٤)، فمحمدٌ وعيسى صلى الله عليهما وسلَّم أفضلُ منه.
وعيسى لا ينزل إلا بشريعة محمد - صلى الله عليه وسلم -، لا بشريعته.
وإذا كان وجودُ الخَضِر وحياتُه لا يتعلَّق بدين المسلمين، ولا يرجعون إليه في شيءٍ من دينهم، كان كثرة الكلام في وجوده من باب الضلالات
---------------
(¬١) أخرجه مسلم (١٥٥).
(¬٢) الأصل: "ان".
(¬٣) ما بين المعقوفين زيادة يلتئم بها السياق. وانظر: "الرد على المنطقيين" (١٨٥)، و"جامع المسائل" (٤/ ٦٠)، و"مجموع الفتاوى" (٤/ ٣٩٧)، و"مختصر الفتاوى المصرية" (١١٣، ٥٦٠).
(¬٤) انظر: "تلبيس إبليس" (٢٨٥)، وفتاوى ابن الصلاح (١/ ١٨٦)، و"الزهر النضر في حال الخضر" لابن حجر (٩٨)، و"الإصابة" (٣/ ٢٣٢).