كتاب الموسوعة القرآنية (اسم الجزء: 8)

وثوب مبرج صورت عليه بروج فاعتبر حسنه فقيل تبرجت المرأة أي تشبهت به فى إظهار المحاسن، وقيل ظهرت من برجها أي قصرها ويدل على ذلك قوله تعالى: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى وقوله تعالى:
غَيْرَ مُتَبَرِّجاتٍ والبرج سعة العين وحسنها تشبيها بالبرج فى الأمرين.
(برح) : البراح المكان المتسع الظاهر الذي لا بناء فيه ولا شجر فيعتبر تارة ظهوره فيقال فعل كذا براحا أي صراحا لا يستره شىء، وبرح الخفاء ظهر كأنه حصل فى براح يرى، ومنه براح الدار وبرح ذهب فى البراح ومنه البارح للريح الشديدة والبارح من الظباء والطير لكن خص البارح بما ينحرف عن الرامي إلى جهة لا يمكنه فيها الرمي فيتشاءم به وجمعه بوارح، وخص السانح بالمقبل من جهة يمكن رميه ويتيمن به. والبارحة الليلة الماضية وبرح ثبت فى البراح ومنه قوله عزّ وجلّ: لا أَبْرَحُ وخص بالإثبات كقولهم لا أزال لأن برح وزال اقتضيا معنى النفي و (لا) للنفى والنفيان يحصل من اجتماعهما إثبات، وعلى ذلك قوله عزّ وجلّ: لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عاكِفِينَ وقال تعالى: لا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ ولما تصور من البارح معنى التشاؤم اشتق منه التبريح والتباريح فقيل برح بي الأمر وبرح بي فلان فى التقاضي، وضربه ضربا مبرحا، وجاء فلان بالبرح وأبرحت ربا وأبرحت جارا أي أكرمت، وقيل للرامى إذا أخطأ برحى:
دعاء عليه وإذا أصاب مرحى دعاء له، ولقيت منه البرحين والبرحاء أي الشدائد، وبرحاء الحمى شدتها.
(برد) : أصل البرد خلاف الحر فتارة يعتبر ذاته فيقال برد كذا أي اكتسب بردا وبرد الماء كذا، أي كسبه بردا نحو:
ستبرد أكبادا وتبكى بواكيا
ويقال برده أيضا وقيل قد جاء أبرد وليس بصحيح ومنه البرادة لما يبرد الماء، ويقال برد كذا إذا ثبت ثبوت البرد واختصاص الثبوت بالبرد كاختصاص الحركة بالحر فيقال برد كذا أي ثبت كما يقال برد عليه دين قال الشاعر:
اليوم يوم بارد سمومه

الصفحة 47