كتاب الموسوعة القرآنية (اسم الجزء: 8)

(بره) : البرهان بيان للحجة وهو فعلان مثل الرجحان والثنيان. وقال بعضهم: هو مصدر بره يبره إذا ابيض ورجل أبره وامرأة برهاء وقوم بره وبرهرهة شابة بيضاء. والبرهة مدة من الزمان فالبرهان أو كد الأدلة وهو الذي يقتضى الصدق أبدا، لا محالة. وذلك أن الأدلة خمسة أضرب: دلالة تقتضى الصدق أبدا ودلالة تقتضى الكذب أبدا. ودلالة إلى الصدق أقرب، ودلالة إلى الكذب أقرب، ودلالة هى إليهما سواء، قال تعالى: قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ- قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ هذا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ- قَدْ جاءَكُمْ بُرْهانٌ مِنْ رَبِّكُمْ.
(برأ) : أصل البرء والبراء والتبري التفصى مما يكره مجاورته، ولذلك قيل برأت من المرض وبرأت من فلان وتبرأت وأبرأته من كذا وبرأته ورجل برىء وقوم برآء وبريئون قال عزّ وجلّ بَراءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وقال: أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ وقال: أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ- إِنَّا بُرَآؤُا مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ- وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَراءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ- فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قالُوا وقال تعالى: إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا، والباري خص بوصف اللَّه تعالى نحو قوله تعالى: الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ وقوله تعالى: فَتُوبُوا إِلى بارِئِكُمْ والبرية الخلق، قيل أصله الهمز فترك وقيل ذلك من قولهم بريت العود، وسميت برية لكونها مبرية عن البرى أي التراب بدلالة قوله تعالى: خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ وقوله تعالى: أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ وقال تعالى: شَرُّ الْبَرِيَّةِ.
(بزغ) : قال اللَّه تعالى: فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بازِغَةً- فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بازِغاً أي طالعا منتشر الضوء، وبزغ الناب تشبيها به وأصله من بزغ البيطار الدابة أسال دمها فبزغ هو أي سال.
(بسّ) : قال اللَّه تعالى: وَبُسَّتِ الْجِبالُ بَسًّا أي فتتت من قولهم بسست الحنطة والسويق بالماء فتته به وهى البسيسة وقيل معناه سقت سوقا سريعا من قولهم انبست الحيات انسابت انسيابا سريعا فيكون كقوله عزّ وجلّ: وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبالَ وكقوله تعالى: وَتَرَى الْجِبالَ تَحْسَبُها جامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحابِ وبسست الإبل زجرتها عند السوق، وأبسست بها عند الحلب أي رققت لها

الصفحة 51