كتاب الموسوعة القرآنية (اسم الجزء: 8)

اتَّبَعَنِي
أي على معرفة وتحقيق. وقوله: بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ
أي تبصره فتشهد له، وعليه من جوارحه بصيرة تبصره فتشهد له وعليه يوم القيامة كما قال تعالى: تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ. والضرير يقال له بصير على سبيل العكس والأولى أن ذلك يقال لما له من قوة بصيرة القلب لا لما قالوه ولهذا لا يقال له مبصر وباصر وقوله عزّ وجلّ: لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ حمله كثير من المسلمين على الجارحة، وقيل ذلك إشارة إلى ذلك وإلى الأوهام والأفهام كما
قال أمير المؤمنين- رضى اللَّه عنه-: التوحيد أن لا تتوهمه
،
وقال كل ما أدركته فهو غيره.
والباصرة عبارة عن الجارحة الناظرة، يقال رأيته لمحا باصرا أي ناظرا بتحديق، قال عزّ وجلّ: فَلَمَّا جاءَتْهُمْ آياتُنا مُبْصِرَةً- وَجَعَلْنا آيَةَ النَّهارِ مُبْصِرَةً أي مضيئة للأبصار وكذلك قوله عزّ وجلّ: وَآتَيْنا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً وقيل: معناه صار أهله بصراء نحو قولهم: رجل مخبث ومضعف أي أهله خبثاء وضعفاء وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ مِنْ بَعْدِ ما أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولى بَصائِرَ لِلنَّاسِ أي جعلناها عبرة لهم. وقوله تعالى: وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ أي انتظر حتى ترى ويرون، وقوله عزّ وجلّ: وَكانُوا مُسْتَبْصِرِينَ أي طالبين للبصيرة ويصح أن يستعار الاستبصار للإبصار نحو استعارة الاستجابة للإجابة وقوله عزّ وجلّ: وَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ تَبْصِرَةً أي تبصيرا وتبيانا يقال بصرته تبصيرا وتبصرة كما يقال قدمته تقديما وتقدمة وذكرته تذكيرا وتذكرة، قال تعالى: وَلا يَسْئَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً يُبَصَّرُونَهُمْ أي يجعلون بصراء بآثارهم، ويقال بصر الجرو تعرض للإبصار بفتحة العين، والبصرة حجارة رخوة تلمع كأنها تبصر أو سميت بذلك لأن لها ضوءا تبصر به من بعد ويقال له بصر والبصيرة قطعة من الدم تلمع والترس اللامع والبصر الناحية، والبصيرة ما بين شقتى الثوب والمزادة ونحوها التي يبصر منها ثم يقال بصرت الثوب والأديم إذا خطت ذلك الموضع منه.
(بصل) : البصل معروف فى قوله عزّ وجلّ: وَعَدَسِها وَبَصَلِها وبيضة الحديد بصل تشبيها به لقول الشاعر:
وتر كالبصل
(بضع) : البضاعة قطعة وافرة من المال تقتنى للتجارة يقال أبضع بضاعة وابتضعها قال تعالى: هذِهِ بِضاعَتُنا رُدَّتْ إِلَيْنا وقال تعالى:

الصفحة 56