كتاب الموسوعة القرآنية (اسم الجزء: 9)

ما بِصاحِبِهِمْ بمحمد صلّى الله عليه وآله وسلم.
مِنْ جِنَّةٍ من جنون.

[سورة الأعراف (7) : الآيات 185 الى 186]
أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (185) مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلا هادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ (186)
185- أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ:
أَوَلَمْ يَنْظُرُوا نظر استدلال.
فِي مَلَكُوتِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ فيما تدلان عليه من عظم الملك.
والملكوت: الملك العظيم.
وَما خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وفيما خلق الله مما يقع عليه اسم الشيء من أجناس لا يحصرها العدد ولا يحيط بها الوصف.
وَأَنْ عَسى أن، مخففة من الثقيلة، والأصل أنه عسى، على أن الضمير ضمير الشأن. والمعنى: أو لم ينظروا فى أن الشأن والحديث عسى:
أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ ولعلهم يموتون عما قريب، فيسارعوا الى النظر وطلب الحق وما ينجيهم، قبل مناقصة الأجل وحلول العقاب.
فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ متعلق بقوله عَسى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ كأنه قيل لعل أجلهم قد اقترب، فما لهم لا يبادرون الى الايمان بالقرآن قبل الفوت، وما ينتظرون بعد وضوح الحق، وبأى حديث أحق منه يريدون أن يؤمنوا.
186- مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلا هادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ:
وَيَذَرُهُمْ قرىء بالياء والنون، والرفع على الاستئناف.
وقرىء بالياء والجزم عطفا على محل فَلا هادِيَ لَهُ كأنه قيل:
من يضلل الله لا يهده أحد ويذرهم.

الصفحة 539