كتاب المطالب العالية محققا (اسم الجزء: 4)

= وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 207/ ب): باب في تعليم التشهد مثله إلَّا أنه في الطريق الأخير قال:
قال مسدد: وثنا يحيى، عن سفيان، عن زيد العمي به مثله.
فزاد هنا (سفيان) بين يحيى وزيد، وهو الظاهر والله أعلم، وقد سقط سفيان من نسخ المطالب، وإثباته -كما فعل البوصيري- هو الأولى، وكما تقدم في تخريجه عند الطحاوي، وهو الذي تقتضيه الطبقة فإن يحيى من التاسعة وزيد من الخامسة.
وهو الثوري: معدود في تلامذة زيد، دون ابن عيينة.
وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 140): مثل اللفظ الثاني إلَّا أنه قال: (المعلم) ثم قال: رواه الطبراني في الكبير وفيه عبد الرحمن بن إسحاق أبو شبة، وهو ضعيف. اهـ.
الحكم عليه:
إِسناده بهذه الطرق التي عند مسدد: ضعيف.
ففي الطريق الأول: عبد الرحمن بن إسحاق ضعيف، وعنعنة هشيم.
وفي الثاني عبد الرحمن أيضًا.
وفي الثالث: زيد ضعيف يكتب حديثه للاعتبار، وسقط سفيان.
وتعليمه -صلى الله عليه وسلم- التشهد للناس، صحيح عند مسلم وغيره دون قوله على المنبر، وهو عنده من طرق منها ما أخرجه في (4/ 119) من الصحيح مع شرح النووي قال: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يحيى بن آدم، حدثنا عبد الرحمن بن حميد، حدثني أبو الزبير عن طاوس، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-يُعَلِّمُنَا التَّشَهُّدَ كَمَا يعلمنا السورة من القرآن". وعنده عن ابن مسعود من طريق آخر.
وعليه فالحديث بشاهده حسن لغيره، وفي رواية أبي موسى عنده (4/ 119)، "خطبنا" والخطبة عادة لا تكون إلَّا على المنبر، فيشهد هذا لكونه علمهم وهو على المنبر.

الصفحة 185