كتاب المطالب العالية محققا (اسم الجزء: 4)

= وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق: 212/ أ) باب ما يقوله بعد السلام، بمثله، بتقديم أبي بكر على عبد، وإتباع روايتي عبد لرواية أبي بكر، ثم تلاهما عنده الحارث ثم أبو يعلى.
ثم قال: (قلت مدار حديث أبي سعيد على أبي هارون، وهو ضعيف، واسمه عمارة بن جوين). اهـ.
والهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 147) قال: عن أبي هريرة قال: (قلنا لأبي سعيد: هل حفظت ...) الحديث به، بلفظ أبي يعلى.
وكما هو ظاهر فقد تصحف أبو هارون إلى أبي هريرة، قال الهيثمي بعد أن ساقه: رواه أبو يعلى، ورجاله ثقات. اهـ.
وكما تقدم من عرض تراجم الرواة فإن أبا هارون ليس ثقة بل هو متروك. وليس هو في المطبوع من المطالب.
الحكم عليه:
الحديث كما قال الحافظ مداره على أبي هارون العبدي: وهو متروك.
فالحديث بهذا الإِسناد شديد الضعف، واكتفى الحافظ بقوله ضعيف.
وثمة طريق آخر لهذا الحديث فقد:
أخرجه الطبراني في الكبير (5/ 5124) قال: حدثنا أحمد بن رشدين المصري، ثنا عبد المنعم بن بشير الأنصاري، ثنا عبد الله بن محمد الأَنَسي من ولد أنس: عن عبد الله بن زيد بن أرقم عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قال: "من قال في دبر كل صلاة: (سبحانْ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلَامٌ على المرسلين، والحمد لله رب العالمين) ثلاث مرات، فقد أكتال بالجريب الأوفى من الأجر".
والجريب من الطعام والأرض: مقدار معلوم، ومكيلة معروفة، والجمع أجربة وجربان.=

الصفحة 229