كتاب المطالب العالية محققا (اسم الجزء: 4)

= الحكم عليه:
الحديث من طريق مسدد حسن لذاته لحال محمد بن عجلان وله شاهد من حديث أبي بكرة أنه جاء ورسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَاكِعٌ فَرَكَعَ دُونَ الصف ثم مشى إلى الصف فَلَمَّا قَضَى النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صلاته قال: أيكم الذي ركع دون الصف ثم مشى إلى الصف؟ فقال أبو بكرة: أنا، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: زادك الله حرصًا، ولا تعد.
أخرجه أبو داود، انظر سننه مع عون المعبود (2/ 379: 670): باب الرجل يركع دون الصف.
قال الألباني في السلسلة الصحيحة (2/ 60: 230) بعد أن ذكره: قلت: وإسناده صحيح على شرط مسلم، وأصله في صحيح البخاري. اهـ.
قلت: وإنما اخترت إيراده عند أبي داود لأنه أطول، وإلا فقد أخرجه البخاري مختصرًا، انظر صحيحه مع الفتح (2/ 267: 783)، وأخرجه غيره أيضًا.
ووجه إيرادي له هنا شاهدًا: أنه لا يتأتى الركوع دون الصف إلا بتكبير، ولما أنكر عليه -صلى الله عليه وسلم- إنكارًا عامًا بقوله: "ولا تَعُد" كان إنكارًا للتكبير أيضًا.
وحديث أبي بكرة وإن كان عند البخاري في صحيحه احتجاجًا: إلا أن الدارقطني قد أعله: لأن مداره على الحسن عن أبي بكرة، ويرى الدارقطني رحمه الله أن الحسن لم يسمع من أبي بكرة، وحجته في ذلك أنه روى أحاديث عن الأحنف بن قيس عن أبي بكرة.
لكن رد ذلك من وجهين، فقد:
1 - أجاب ابن الملقن في البدر المنير حديث (35/ ق) وذلك بعد أن ساق إعلال الدارقطني له فقال: (وذلك لا يمنع من سماعه منه ما أخرجه البخاري).
وقال -قبل ذلك بقليل-:
(... لكن البخاري لا يكتفي بإمكان اللقاء فلا بد أن يكون ثبت عنده سماعه منه). اهـ.=

الصفحة 23