كتاب المطالب العالية محققا (اسم الجزء: 4)

= لا مفهوم له.
قلت: وهذا لا يعني أنه يُخَطِّىء ما اشتهر عند الأصوليين من أن العدد لا مفهوم له، بل قصد أن الأذكار توقيفية إذا قرنت بأجر معين لا بد أن يؤتى بها على الصورة التي ذكرها لمن أراد تحصيل الفضل المذكور، هذا ما تبين لي والله أعلم. وانظر
الفتوحات الربانية (1/ 208).
الحكم عليه:
الحديث من طريق عبد: ضعيف الإِسناد لحال موسى بن عبيدة، ومن طريق البزار أيضًا للعلة السابقة، ولحال محمد بن الزبرقان، وكونه صدوقًا ربما وهم.
ولما تقرر ثبوت سؤالهم له -صلى الله عليه وسلم- ورده عليهم بأن عَلَّمَهم الذكر الوارد في الحديث وصحته بشهادة ما أخرجه البخاري له. بقي بيان بشارته -صلى الله عليه وسلم- الفقراء المؤمنين، وسأتعرض لها لسببين:
1 - أن الحافظ رحمه الله لم يقتصر على ما يشهد للباب ويترك هذه الزيادة إلى باب الزهد بل أوردها هنا، فلزم تخريجها، كغيرها، بغض النظر عن علاقتها بالباب.
2 - أنها بشارة عظيمة تبين جانبًا من رحمة المولى عَزَّ وَجَلَّ بعباده وأنه في ميزان العدل الإلهي لايضيع للمؤمن ولا مثقال حبة من خردل، فعليه بالصبر والاحتساب ومثل هذا حَرِيُّ بألَّا يؤجل.
وعليه فقوله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (أَلَا أُبَشِّرُكُمْ يَا مَعْشَرَ الْفُقَرَاءِ؟ إِنَّ فُقَرَاءَ الْمُؤْمِنِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ قبل أغنيائهم، بنصف يوم خمسمائة عام)، قد روي عن عدد من الصحابة:
ابن عمر رضي الله عنهما كما هو هنا، وابن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، وأبي هريرة رضي الله عنه، وأبي سعيد الخدري رضي الله عنه، وأنس بن مالك رضي الله عنه، وجابر بن عبد الله رضي الله عنهما، وعند أحمد دون تسمية الصحابي.
وإليك بيان هذا:=

الصفحة 247