كتاب المطالب العالية محققا (اسم الجزء: 4)

= مسعود مرة أخرى، لكنه توبع عليها.
2 - هناك من يرى أن الوهم من سفيان الثوري لا من وكيع، ومن هؤلاء: البخاري، وأبوحاتم -فيما أورده عنه ابنه في العلل رقم 258 قال-:
(سألت أبي عن حديث رواه الثوري عن عاصم، عن عبد الرحمن بن الأسود،
عن علقمة، عن عبد الله أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "قَامَ: فكبر فرفع يديه ثم لم يعد".
قال أبي: هذا خطأ، يقال: وهم فيه الثوري، فقد رواه جماعة عن عاصم:
وقالوا كلهم: أن النبي-صلى الله عليه وسلم-: افتتح فرفع يديه، ثم ركع، فطَبَّق، وجعلها بين ركبتيه،
ولم يقل أحد ما رواه الثوري). اهـ.
وبعدما عرض الزيلعي رحمه الله الخلاف بين الفريقين قال: (وهذا اختلاف يؤدي إلى طرح القولين، والرجوع إلى صحة الحديث لوروده عن الثقات). اهـ. نصب الراية (1/ 296).
قلت: ويضاف إلى ذلك أن النزاع هو حول زيادة (ثم لا يعود) والحديث قال على نفي الرفع من قوله: "فلم يرفع يديه إلَّا في أول مرة" أي حتى على فرض عدم ثبوت الزيادة فإن الرفع منتف.
إذا هذا المتابع لا ينزل عن رتبة القبول. على أن الأحاديث الواردة في نفي الرفع متعددة، وإن كانت لا تخلو من وجود الضعيف وقد أجملها ابن عبد الهادي في "التنقيح" في ستة، وعرضها ونقد أسانيدها.
فبعضها ثابت وينتهي إلى علقمة عن ابن مسعود، وبعضها عن غيره وفيه مقال، وبعضها عن غيره وفي سنده كذاب، وذكرها هنا إطالة لا طائل تحتها لا سيما وقد ثبت المتابع.
وانظر: التنقيح بهامش التحقيق لابن الجوزي (1/ 275 - 282).

الصفحة 41