كتاب المطالب العالية محققا (اسم الجزء: 5)

= وهذا من طريق سعيد بن أبي مريم، حدثنا محمد بن جعفر بن أبي كثير، حدثنا شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، عن عطاء بن يسار، عن أبي ذر قال: دخلت الْمَسْجِدَ، وَالنَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَخْطُبُ، فجلستُ قريبًا من أُبيّ بن كعب، فقرأ النبي -صلى الله عليه وسلم- سورة "براءة" فقلت لأُبيّ: متى نزلت هذه السورة؟ ... الحديث.
أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 287، 2/ 229)، والبيهقي في السنن الكبرى (3/ 219) من طريق سعيد بن أبي مريم به.
ثم قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه.
قال الذهبي: ما أحسب عطاء أدرك أبا ذر.
قلت: ولم أجد من قال بمثل قول الذهبي سواه.
وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه (3/ 154) قال: حدثنا زكريا بن يحيى بن أبان، حدثنا ابن أبي مريم به. وزاد تمام الحديث: قال -أبو ذرّ-: فَتَجَهَّمني ولم يكلِّمني، ثم مكثتُ ساعة، ثم سألته فتجهمني ولم يكلمني ثم مكثت ساعة، ثم سألته، فتجهمني ولم يكلمني. فلما صلى النبي -صلى الله عليه وسلم- قلت لأُبيّ: سألتك فتجهمتني ولم تكلمني! قال أُبيّ: مالك من صلاتك إلَّا ما لغوت. فذهبت إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقُلْتُ: يا نبي الله كنت بجنب أُبيّ وأنت تقرأ "بَرَاءَة"، فسألته متى نزلت هذه السورة؟ فتجهمني ولم يكلمني، ثم قال: مالك من صلاتك إلَّا ما لغوت. قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "صَدَقَ أُبيّ".
رابعًا: حديث ابن عباس:
وفيه أن القصة بين رجل غير مسمَّى وبين عبد الله بن مسعود، وأن المصيب عبد الله بن مسعود بدل أُبيّ، وأن السؤال عن نزول آية خطب بها الرسول -صلى الله عليه وسلم- يوم الجمعة.
أخرجه ابن خزيمة في صحيحه (3/ 155) من طريق حسين بن عيسى-يعني الحنفي-، حدثنا الْحَكَمِ بْنِ أَبَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- يخطب يوم الجمعة إذ تلا آية، فقال رجل -وهو إلى جنب عبد الله بن=

الصفحة 29