كتاب المطالب العالية محققا (اسم الجزء: 5)

= قال الحاكم: وحنش بن قيس ثقة. كذا قال. ولم أر أحدًا وثقه غيره، ولذا تعقبه الذهبي بقوله: (قلت: بل ضعفوه).
وكيف يكون ثقة، وقد جرحه أهل العلم جرحًا شديدًا، قال العقيلي عن هذا الحديث في ترجمة حنش هذا من الضعفاء الكبير (1/ 248): لا يتابع عليه ولا يعرف إلَّا به، ولا أصل له. وقد صح عن ابن عباس بإِسناد جيد: "أن النبي -صلى الله عليه وسلم- جمع بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء". أخرجه مسلم (1/ 705)، وأحمد (1/ 283)، والترمذي (3/ 17 عارضة)، وأبو داود (2/ 14: 1211)، والنسائي (1/ 290)، والبغوي في شرح السنة (4/ 198). وانظر: جامع الأصول (5/ 724: 4045)
قال البيهقي: تفرد به -يعني بالحديث- أبو علي الرحبي المعروف بحنش وهو ضعيف عند أهل النقل لا يحتج بخبره.
قلت: وقال أحمد وأبو حاتم والنسائي والدارقطني وغيرهم: متروك الحديث.
وعلى ذلك فالحديث ضعيف جدًا، ثم إنه معارض بحديث ابن عباس في الصحيح وغيره الآنف ذكره.
وأما أثر أبي موسى ولفظه: "الجمع بين الصلاتين من غير عذر من الكبائر".
فأخرجه ابن أبي شيبة (2/ 459)، قال: حدثنا وكيع، حدثنا أبو هلال، عن حنظلة السدوسي، عن أبي موسى به.
وإِسناده ضعيف من أجل حنظلة السدوسي فهو ضعيف -كما في التقريب (184: 1583) -.

الصفحة 91