كتاب المطالب العالية محققا (اسم الجزء: 8)

= مسلم (3/ 236: 1617)، كتاب الفرائض، باب ميراث الكلالة. بسنده عن معدان بن أبي طلحة، أن عمر بن الخطاب خطب يوم جمعة فذكر نبي الله -صلى الله عليه وسلم- وذكر أبا بكر، ثم قال: إني لا أدع بعدي شيئًا أهم عندي من الكلالة، ما راجعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في شيء ما راجعته في الكلالة، وما أغلظ لى في شيء ما أغلظ لي فيها، حتى طعن بأصبعه في صدري وقال: (يا عمر ألا تكفيك آية الصيف التي في آخر سورة النساء؟) وإني إن أعش أقض فيها بقضية، يقضي بها من يقرأ القرآن ومن لا يقرأ القرآن.
وجرير هو ابن عبد الحميد بن قُرْط الضبي الكوفي.
والشيباني هو سليمان بن أبي سليمان.
الحكم عليه:
حديث الباب رجاله ثقات، وهو صحيح على شرط مسلم. قال الحافظ بعد إيراده هنا: صَحِيحٌ إِنْ كَانَ ابْنُ الْمُسَيِّبِ سَمِعَهُ مِنْ حفصة رضي الله عنها. اهـ.
وكذا قال البوصيري في إتحافه.
واللقاء ممكنٌ بين حفصة وابن المسيب، لأمور:
1 - أن حفصة رضي الله عنها، توفيت عام خمس وأربعين، وعُمْرُ ابنِ المسيب آنذاك خمس وثلاثون سنة.
2 - أن ابن المسيب قد سمع ممن هم أقدم وفاة منها: كأبيها عمر بن الخطاب -على رأي البعض- المتوفَّى سنة ثلاث وعشرين، وكعثمان رضي الله عنه، المتوفَّى سنة خمس وثلاثين، وكعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، المتوفَّى سنة أربعين.
3 - أن ابن المسيب كان يسمع من أمهات المؤمنين، فقد سمع من عائشة وأم سلمة، رضي الله عنهما، فما هو المانع من سماعه من حفصة رضي الله عنها!.
4 - أن ابن المسيب كان ذا صلة ببيت عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقد سمع من عبد الله بن عمر، وكان ابن عمر يرسل إلى ابن المسيب يسأله عن بعض شأن عُمر وأمره. تهذيب الكمال (1/ 505). =

الصفحة 19