كتاب المطالب العالية محققا (اسم الجزء: 9)
فِيهَا النَّبِيذَ، فَقَالَ: مَا هَذِهِ الْجَرَّةُ (¬1)؟ فَقَالَتْ: ننبذ (¬2) لأبي بكرة رضي الله عنه (¬3)، فَقَالَ: وَدِدْتُ لَوْ أنكِ جَعَلْتِيهِ (¬4) فِي سِقَاءٍ، ثُمَّ خَرَجَ، فَأَمَرَتِ الْمَرْأَةُ بِالنَّبِيذِ، فَحُوِّلَ فِي سقاء، ثم علقته، فجاء أبو بكرة رضي الله عنه، فأخبرته عن أبي برزة رضي الله عنه وَعَنْ قُدُومِهِ، ثُمَّ أَبْصَرَ السِّقَاءَ (¬5)، فَقَالَ: مَا أنا بالشارب منه، لَئِنْ جَعَلْتِ الْعَسَلَ فِي جَرٍّ، لَيَحْرُمَنَّ عَلَيَّ، ولئن جَعَلْتِ (¬6) الْخَمْرَ فِي سِقَاءٍ، لَيَحِلَّنَ لِي؟! ... إِنَّا قد عرفنا الذي قد نُهِينَا عَنْهُ، نُهِينَا عَنِ الدُبّاء، والنَقير، والحَنْتَم، والمُزفَّت.
فأما الدّبَّاء، فإنّا كنّا (¬7) معشرَ ثقيف (¬8) بالطائف، نَأْخُذُ الدّبَّاء فَنَخْرِطُ (¬9) فِيهَا عَنَاقِيدَ الْعِنَبِ، ثُمَّ (¬10) نَدْفِنُهَا ثُمَّ نَتْرُكُهَا حَتَّى تُهْدَرَ ثُمَّ تَمُوتُ.
وَأَمَّا النَقير، فَإِنَّ أَهْلَ الْيَمَامَةِ كَانُوا يَنْقُرُونَ أَصْلَ (¬11) النَّخْلَةِ، فَيَشْدَخُونَ (¬12) فِيهَا الرُطب والبُسر، ثُمَّ يدَعونه حتى يهدر ثم يموت.
¬__________
(¬1) في (ك): ألحق "ما هذه الجرّة"، وأسقط "فقال".
(¬2) في (عم): "ينبذ"، وفي (ك): "نبيذ".
(¬3) زاد في (عم) في هذا الموضع: "فيها".
(¬4) في (عم):"جعلته"، ولكل وجه في اللغة.
(¬5) في (عم): "بالسقاء".
(¬6) في (ك): "جعل"، وهو لحق، علّم عليه بعلامة (صح)، وفوق كلمة "جعل" حرف "ط".
(¬7) "كنّا" ساقطة من (ك) في هذا الموضع، ومثبتة بعد قوله "بالطائف".
(¬8) في (ك): "بقين"، وهو تحريف.
(¬9) في (ك): "فنخرما"، وهو تحريف.
(¬10) في (عم): "ـم"، سقطت النقط الثلاث التي فوق ثاء "ثم"، والغالب على ناسخ (ك) أنه يثبت النقط.
(¬11) سقط ألف "أصل" من (ك).
(¬12) في (ك): "فيدخرون"، وهو تحريف.
الصفحة 16
703