كتاب المطالب العالية محققا (اسم الجزء: 9)

أَنْطَلِقَ مَعَكَ، قَالَ: مَا أَنَا (¬7) بِوَادِعِكَ، فَانْطَلَقَ به عمر رضي الله عنه، حتى أَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: إِنَّ هَذَا يَزْعُمُ أَنَّكَ أَصَبْتَهُ وَدَمَّيْتَ بطنَه، فَمَا تَرَيْ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "أحقا أَنَا أصبتُك؟ "، قَالَ الرَّجُلُ: نَعَمْ يَا نَبِيَّ الله، قال -صلى الله عليه وسلم-: "هَلْ رَأَى ذَلِكَ أَحَدٌ؟ "، قَالَ: قَدْ كَانَ ها هنا نَاسٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَقَالَ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَنْشُد (¬8) شَهَادَةَ رَجُلٍ رَأَى ذَلِكَ إلَّا أَخْبَرَنِي"، فَقَالَ ناس مِنَ الْمُسْلِمِينَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنْتَ دَمَّيْتَهُ ولم تُرِدْه، فقال -صلى الله عليه وسلم-: "خذ لما أُصِبتَ مالًا وانطلِقْ"، فقال: لا، قال: "فهب لي ذلك"، قال: لا أفعل، فقال -صلى الله عليه وسلم-: "فتريد ماذا؟!، قال: أريد أن أستقيد منك يا نبى الله، فقال -صلى الله عليه وسلم-:"نَعَمْ"، فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: اخْرُجْ مِنْ وَسَطِ هَؤُلَاءِ، فَخَرَجَ مِنْ وَسَطِهِمْ وَأَمْكَنَ الرَّجُلَ مِنَ الجريدة يستقيد منه -صلى الله عليه وسلم-، فكشف عن بطنه وجاء عمر رضي الله عنه، لِيُمْسِكَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ خَلْفِهِ، فَقَالَ: عَثَرْتَ بِنَعْلِكَ وَأَنْكَسَرَتْ أَسْنَانُكَ. فَلَمَّا دَنَا الرَّجُلُ لِيَطْعَنَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، أَلْقَى الْجَرِيدَةَ وَقَبَّلَ سُرَّتَهُ، وَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، هَذَا الَّذِي أردتُ لِكَيْمَا يُقْمَعَ الجبّارون من بعدك، فقال عمر رضي الله عنه: لأنت أوثق عملًا منّي.
¬__________
(¬7) النون في "أنا" ساقطة من (عم).
(¬8) في (ك) ومسند أبي يعلى: "أشهد بشهادة".
2120 - تخريجه:
هو عند أبي يعلى في مسنده (10/ 127 - 128 - 129: 5754) بلفظه.
وأورده الهيثمي في المقصد العلي من زوائد مسند أبي يعلى الموصلي (71/ أ).
ومن طريق أبي يعلى أخرجه ابن حبّان في المجروحين (3/ 77). =

الصفحة 635