كتاب المطالب العالية محققا (اسم الجزء: 10)

فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَكُمْ يَرَاكُمْ وَيَرَى أَعْمَالَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَهُ (¬124) كُلَّهُ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا عَلَى حَذَرٍ. فإنما هذه أمانة أمنني (¬125) رَبِّي عَلَيْهَا أُبَلِّغُهَا عِبَادَهُ عُذْرًا مِنْهُ إِلَيْهِمْ، وَحُجَّةً مِنْهُ احْتَجَّ بِهَا عَلَى مَنْ بَلَغَهُ هذا الكتاب من الخلق جميعًا فمن عمل بما فيه نجا، ومن اتبع بما (¬126) فِيهِ اهْتَدَى، وَمَنْ خَاصَمَ (¬127) بِهِ أَفْلَحَ (¬128)، وَمَنْ قاتل به نصر ومن تركه ضل حتى يراجعه، فتعلموا ما فيه، واسمعوا (¬129) آذانكم، وأوعوه أجوافكم، واستحفظوه قُلُوبَكُمْ فَإِنَّهُ نُورُ الْأَبْصَارِ (¬130) وَرَبِيعُ الْقُلُوبِ (¬131)، وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ، وَكَفَى بِهَذَا آمِرًا وَمُعْتَبَرًا وَزَاجِرًا وَعِظَةً وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ [وَرَسُولِهِ] (¬132)، فَهَذَا هُوَ الْخَيْرُ الَّذِي لَا شَرَّ فِيهِ، كِتَابُ محمَّد عبد الله (¬133) ورسوله ونبيه للعلاء بن الحضرمي حين بَعَثَهُ إِلَى الْبَحْرَيْنِ يَدْعُو إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ، يأمره (¬134) أن يدعوا (¬135) إلى ما فيه من حلال، وينهى عما فِيهِ مِنْ حَرَامٍ، وَيَدُلَّ عَلَى مَا فِيهِ مِنْ رَشَدٍ، وَيَنْهَى عَمَّا فِيهِ مِنْ غِيٍّ، كِتَابٌ أئتَمَن (¬136) عَلَيْهِ نبيُّ اللَّهِ العلاءَ بْنَ الحضرمي
¬__________
(¬124) في (عم) و (سد) والبغية "تصنعون".
(¬125) في (عم) و (حس) و (سد) والبغية: "ائتمنني".
(¬126) في (عم) و (سد) والبغية: "ما" بدون الباء.
(¬127) في (عم): "حكم".
(¬128) في البغية: "فَلج".
(¬129) في البغية و (عم) و (سد): "واسمعوه".
(¬130) في البغية: "للأبصار".
(¬131) في البغية: "للقلوب".
(¬132) ساقطة من (حس).
(¬133) في البغية: "محمَّد بن عبد الله".
(¬134) في (عم) و (حس) والبغية: "بأمره" بالباء.
(¬135) في (حس): "يدعوه"، وهي ساقطة من البغية.
(¬136) في البغية: "أئتمنني".

الصفحة 146