كتاب المطالب العالية محققا (اسم الجزء: 10)

= لأهل العسكر أن يطيعوا قائدهم. قال: حدّثنا أبو العباس محمَّد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق عن المنذر بن ثعلبة عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنهما قَالَ: "بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- عمرو بن العاص في غزوة ذات السلاسل، وفيهم أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فَلَمَّا انتهوا إلى مكان الحرب أمرهم عمرو أن لا ينوِّروا نارًا، فغضب عمر، وهم أن ينال منه، فنهاه أبو بكر رضي الله عنه وأخبره أنه لم يستعمله رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عليك إلا لعلمه بالحرب، فهدأ عنه عمر رضي الله عنه"، ثم قال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
وأورده الهيثمي في المجمع (9/ 352) في مناقب عمرو بن العاص. وقال: "رواه الطبراني مرسلًا، ورجاله رجال الصحيح، غير المنذر بن ثعلبة، وهو ثقة".
وذكر الهيثمي القصة أيضًا في المجمع (5/ 319)، عن عمرو بن العاص نفسه، ثم قال: "رواه الطبراني بإسنادين، ورجال الأول رجال الصحيح".
ونسبه الحافظ ابن حجر في الفتح (7/ 674) إلى إسحاق بن راهويه، والحاكم.
الحكم عليه:
الحديث بهذا الإسناد رجاله ثقات غير أنه منقطع كما ذكر البوصيري وابن حجر، فهو ضعيف من أجل انقطاعه، ولكن يشهد له وروده موصولًا كما عند الحاكم، كما يشهد له الروايات التي ذكرها الهيثمي في "المجمع"، وعليه فهو لا ينزل عن درجة الحسن، والله أعلم.

الصفحة 81