كتاب المطالب العالية محققا (اسم الجزء: 10)

فجعل بعضهم يقول لبعض: أيزعمون (8) أَنَّ الْعَرَبَ قَدِ اخْتَلَفَتْ (¬9) وَخُيُولُهُمْ بِمَكَانِ كَذَا وكذا. فرد الله تعالى بِذَلِكَ عَنِ الْمُسْلِمِينَ، فَكَانَ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ رضي الله عنه يُدعى بِالْإِمَارَةِ حَتَّى مَاتَ. يَقُولُونَ: بَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَلَمْ يَنْزِعْهُ حَتَّى مَاتَ.
قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَلَمَّا بَعَثَ أبو بكر رضي الله عنه لقتال أهل الردة قال: تثبتوا فأي محلة سمعتم فيها (¬10) الْأَذَانَ فَكُفُّوا فَإِنَّ الْأَذَانَ شِعَارُ الْإِيمَانِ.
قَالَ مَعْمَرٌ: وَقَالَ (¬11) هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ: كَانَ أَهْلُ الردة يأتون أبا (¬12) بكر رضي الله عنه يقولون: أعطنا سلاحًا نقاتلهم، فَيُعْطِيهمُ السِّلَاحَ، فَيُقَاتِلُونَهُ؛ فَقَالَ عَبَّاسُ بْنُ مِرْدَاسٍ السلمي رضي الله عنه:
أتاخذون سلاحه [لقتاله] (¬13) ... في ذلكم عند الإله أثام (¬14)
¬__________
(¬9) هكذا في (سد) و (عم) و (حس)، وهو أصوب، وفي الأصل: "اختلف".
(¬10) في (عم) و (سد): "فيهم".
(¬11) في (عم): "وحدثنا".
(¬12) في (سد): "أبو بكر"، وهو خطأ.
(¬13) ما بين المعقوفتين ساقط من (سد).
(¬14) في (عم) زيادة كلمة: "إنشاد".
2149 - تخريجه:
ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 85 / 1] وسكت عليه، ولم يعزه لأحد.
وذكر بعضه -في خبير طويل جدًا- عبد الرزاق في مصنفه (5/ 452) كتاب المغازي، غزوة ذات السلاسل وخبر علي ومعاوية.
وأخرجه الطبراني في الكبير (1/ 159: 371) مختصرًا، قال: حدّثنا إسحاق بن =

الصفحة 83