كتاب المطالب العالية محققا (اسم الجزء: 10)

= جبير الطائي عن أبي جرير أو جَرِيز الأزدي (هكذا قال: والصواب أبو حريز الأزدي) عن عكرمة، عن ابن عباس مثله.
وأخرجه الطبراني بنفس الإسناد في الكبير (11/ 337: 11932) غير أنه قال: "أربعين عامًا" بدل "أربعين يومًا".
قلت: أبو حِريز الأزدي اسمه عبد الله بن حسين، وهو مختلف فيه بين الأئمة كما في التهذيب (5/ 164)، وقال الحافظ في التقريب (ص 300: 3276): "صدوق يخطئ". وعفان بن جبير الطائي ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (7/ 30)، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، وأما سعد أبو غيلان، فهو سعد بن طالب أبو غيلان الشيباني، قال الهيثمي في المجمع (5/ 197): "لم أعرفه".
قلت: بل هو معروف فقد قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (4/ 88) سألت أبي عنه فقال: "شيخ صالح في حديثه ضعف"، وقال أبو زرعة: "لا بأس به".
انظر ميزان الاعتدال (2/ 22) لسان (3/ 17).
فالحديث بهذا الإسناد ضعيف، ومع ذلك فقد خالف أبا غيلان الشيباني جعفرُ بن عون فرواه عن عفان بن جبير عن عكرمة عن ابن عباس، وأسقط من الإسناد "أبا حريز الأزدي" أخرجه بهذا الإسناد إسحاق بن راهويه في مسنده , كما في نصب الراية (4/ 67)، غير أنه قال: "أربعين يومًا".
وأخرجه الطبراني في الأوسط "مجمع البحرين" (4/ 261: 2436) بلفظ "أربعين صباحًا" وقال: "لا يُرْوَى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ إلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ".
قلت: ولا شك أن جعفر بن عون أوثق من أبي غيلان الشيباني، فقد احتج به -جعفر- الشيخان. ولكن لم أجد ما يدل على سماع عفان من عكرمة، بل صنيع أبي حاتم يوحي بعدم ذلك حيث لم يذكر من شيوخه إلَّا أبا حريز الأزدي، ولعل الوهم فيه عفان الطائي، فإني لم أجد من وثقه والله أعلم.
وبالجملة فحديث ابن عباس ضعيف لأن مداره على "عفان بن جبير الطائي" وهو مجهول الحال كما سبق. ولكن ضعفه منجبر بحديث الباب والله أعلم. =

الصفحة 92